كتاب تفسير الطبري = جامع البيان ط هجر (اسم الجزء: 6)
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ , قَالَ: ثني أَبُو جَعْفَرٍ قَالَ: ثنا مُوسَى , عَنْ لَيْثٍ , قَالَ: «§فَضْلُهُ الْعِبَادَةُ لَيْسَ مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا»
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ , قَالَ: ثنا هِشَامٌ , عَنْ لَيْثٍ , عَنْ مُجَاهِدٍ , فِي قَوْلِهِ: {§وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ} [النساء: 32] قَالَ: «لَيْسَ بِعَرَضِ الدُّنْيَا»
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ , قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُفَضَّلٍ , قَالَ: ثنا أَسْبَاطٌ , عَنِ السُّدِّيِّ: {§وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ} [النساء: 32] يَرْزُقُكُمُ الْأَعْمَالَ , وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ "
حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ , قَالَ: ثنا أَبِي قَالَ: ثنا إِسْرَائِيلُ , عَنْ حَكِيمِ بْنِ جُبَيْرٍ , عَنْ رَجُلٍ , لَمْ يُسَمِّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§سَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ فَإِنَّهُ يُحِبُّ أَنْ يُسْأَلَ , وَإِنَّ مِنْ أَفْضَلِ الْعِبَادَةِ انْتِظَارَ الْفَرَجِ»
§الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلُهُ تَعَالَى: {إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا} [النساء: 32] يَعْنِي بِذَلِكَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ: إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا يُصْلِحُ عِبَادَهُ فِيمَا قَسَمَ لَهُمْ مِنْ خَيْرٍ , وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ فِي الدِّينِ وَالدُّنْيَا , وَبِغَيْرِ ذَلِكَ مِنْ قَضَائِهِ وَأَحْكَامِهِ فِيهِمْ عَلِيمًا يَقُولُ: " ذَا عِلْمٍ , وَلَا تَتَمَنَّوْا غَيْرَ الَّذِي قَضَى لَكُمْ , وَلَكِنْ عَلَيْكُمْ بِطَاعَتِهِ وَالتَّسْلِيمِ لِأَمْرِهِ , وَالرِّضَا بِقَضَائِهِ وَمَسْأَلَتِهِ مِنْ فَضْلِهِ
§الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدًا} [النساء: 33]-[671]- يَعْنِي جَلَّ ثَنَاؤُهُ بِقَوْلِهِ: {وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ} [النساء: 33] وَلِكُلِّكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ جَعَلْنَا مَوَالِيَ , يَقُولُ: وَرَثَةً مِنْ بَنِي عَمِّهِ وَإِخْوَتِهِ وَسَائِرِ عَصَبَتِهِ غَيْرِهِمْ. وَالْعَرَبُ تُسَمِّي ابْنَ الْعَمِّ الْمَوْلَى , وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ:
[البحر الطويل]
وَمَوْلًى رَمَيْنَا حَوْلَهُ وَهُوَ مُدْغِلٌ ... بِأَعْرَاضِنَا وَالْمُنْدِيَاتُ سُرُوعُ
يَعْنِي بِذَلِكَ: وَابْنُ عَمٍّ رَمَيْنَا حَوْلَهُ. وَمِنْهُ قَوْلُ الْفَضْلُ بْنُ الْعَبَّاسِ:
[البحر البسيط]
مَهْلًا بَنِي عَمِّنَا مَهْلًا مَوَالِينَا ... لَا تُظْهِرُنَّ لَنَا مَا كَانَ مَدْفُونَا
وَبِنَحْوِ مَا قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ
الصفحة 670