كتاب تفسير الطبري = جامع البيان ط هجر (اسم الجزء: 6)

مِنْ نَظَرٍ إِلَى مَا لَا يَنْبَغِي لَهُنَّ أَنْ يَنْظُرْنَ إِلَيْهِ , وَيَدْخُلْنَ وَيُخْرُجْنَ , وَاسْتَرَبْتُمْ بِأَمْرِهِنَّ , فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ. وَمِمَّنْ قَالَ ذَلِكَ مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ وَأَمَّا قَوْلُهُ: {نُشُوزَهُنَّ} [النساء: 34] فَإِنَّهُ يَعْنِي: اسْتِعْلَاءَهُنَّ عَلَى أَزْوَاجِهِنَّ , وَارْتِفَاعَهُنَّ عَنْ فُرُشِهِمْ بِالْمَعْصِيَةِ مِنْهُنَّ , وَالْخِلَافِ عَلَيْهِمْ فِيمَا لَزِمَهُنَّ طَاعَتُهُمْ فِيهِ , بُغْضًا مِنْهُنَّ وَإِعْرَاضًا عَنْهُمْ وَأَصْلُ النُّشُوزِ الارْتِفَاعُ , وَمِنْهُ قِيلَ لِلْمَكَانِ الْمُرْتَفِعِ مِنَ الْأَرْضِ نَشَزٌ وَنَشَازٌ. {فَعِظُوهُنَّ} [النساء: 34] يَقُولُ: " ذَكِّرُوهُنَّ اللَّهَ , وَخَوِّفُوهُنَّ وَعِيدَهُ فِي رُكُوبِهَا مَا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهَا مِنْ مَعْصِيَةِ زَوْجِهَا فِيمَا أَوْجَبَ عَلَيْهَا طَاعَتَهُ فِيهِ. وَبِنَحْوِ مَا قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ
ذِكْرُ مَنْ قَالَ: النُّشُوزُ: الْبُغْضُ وَمَعْصِيَةُ الزَّوْجِ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ , قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُفَضَّلٍ , قَالَ: ثنا أَسْبَاطٌ , عَنِ السُّدِّيِّ: {§وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ} [النساء: 34] قَالَ: «بُغْضَهُنَّ»
حَدَّثَنِي يُونُسُ , قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ , قَالَ: قَالَ ابْنُ زَيْدٍ فِي قَوْلِهِ: {§وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ} [النساء: 34] قَالَ: " الَّتِي تَخَافُ مَعْصِيَتَهَا. قَالَ: النُّشُوزُ: مَعْصِيَتُهُ وَخِلَافُهُ "

الصفحة 697