كتاب تفسير الطبري = جامع البيان ط هجر (اسم الجزء: 6)

حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ: ثنا إِسْحَاقُ، قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الرَّبِيعِ، فِي قَوْلِهِ: {§وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا} [آل عمران: 139] يَقُولُ: «وَلَا تَضْعُفُوا»
حَدَّثَنِي الْقَاسِمُ، قَالَ: ثنا الْحُسَيْنُ، قَالَ: ثني حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ: {§وَلَا تَهِنُوا} [آل عمران: 139] قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: «وَلَا تَضْعُفُوا فِي أَمْرِ عَدُوِّكُمْ» {وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ} [آل عمران: 139] قَالَ: " انْهَزَمَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الشِّعْبِ، فَقَالُوا: مَا فَعَلَ فُلَانٌ؟ مَا فَعَلَ فُلَانٍ؟ فَنَعَى بَعْضُهُمْ بَعْضًا، وَتَحَدَّثُوا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ قُتِلَ، فَكَانُوا فِي هَمٍّ وَحُزْنٍ، فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ، إِذْ عَلَا خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ الْجَبَلَ بِخَيْلِ الْمُشْرِكِينَ فَوْقَهُمْ وَهُمْ أَسْفَلَ فِي الشِّعْبِ؛ فَلَمَّا رَأَوُا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرِحُوا، وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اللَّهُمَّ لَا قُوَّةَ لَنَا إِلَّا بِكَ، وَلَيْسَ يَعْبُدُكَ بِهَذِهِ الْبَلْدَةِ غَيْرُ هَؤُلَاءِ النَّفَرِ» قَالَ: وَثَابَ نَفَرٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ رُمَاةٌ فَصَعِدُوا فَرَمَوْا خَيْلَ الْمُشْرِكِينَ حَتَّى هَزَمَهُمُ اللَّهُ، وَعَلَا الْمُسْلِمُونَ الْجَبَلَ؛ فَذَلِكَ قَوْلُهُ: {وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [آل عمران: 139]
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا سَلَمَةُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ: {§وَلَا تَهِنُوا} [آل عمران: 139] «أَيْ لَا -[79]- تَضْعُفُوا» {وَلَا تَحْزَنُوا} [آل عمران: 139] «وَلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا أَصَابَكُمْ» {وَأَنْتُمْ الْأَعْلَوْنَ} [آل عمران: 139] «أَيْ لَكُمْ تَكُونُ الْعَاقِبَةُ وَالظُّهُورُ» {إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [البقرة: 91] «إِنْ كُنْتُمْ صَدَّقْتُمْ نَبِيِّي، بِمَا جَاءَكُمْ بِهِ عَنِي»

الصفحة 78