كتاب تفسير الطبري = جامع البيان ط هجر (اسم الجزء: 6)

عَلَيْهِ، كَمَا قِيلَ: {وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ} [العنكبوت: 3] ، فَأَمَّا «أَيُّ» فَإِنَّهَا تُرْفَعُ. وَأَمَّا قَوْلُهُ: {وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ} [آل عمران: 140] فَإِنَّهُ يَعْنِي: وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا، وَلِيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ: أَيْ لِيُكْرِمَ مِنْكُمْ بِالشَّهَادَةِ مَنْ أَرَادَ أَنْ يُكْرِمَهُ بِهَا، وَالشُّهَدَاءُ جَمْعُ شَهِيدٍ
كَمَا: حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا سَلَمَةُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ: {§وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ} [آل عمران: 140] «أَيْ لِيُمَيِّزَ بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُنَافِقِينَ، وَلْيُكْرِمَ مَنْ أَكْرَمَ مِنْ أَهْلِ الْإِيمَانِ بِالشَّهَادَةِ»
حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ: ثنا سُوَيْدُ بْنُ نَصْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، قِرَاءَةً عَلَى ابْنِ جُرَيْجٍ فِي قَوْلِهِ: {§وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخُذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ} [آل عمران: 140] قَالَ: " فَإِنَّ الْمُسْلِمِينَ كَانُوا يَسْأَلُونَ رَبَّهُمْ: رَبَّنَا أَرِنَا يَوْمًا كَيَوْمِ بَدْرٍ، نُقَاتِلُ فِيهِ الْمُشْرِكِينَ، وَنُبْلِيكَ فِيهِ خَيْرًا، وَنَلْتَمِسُ فِيهِ الشَّهَادَةَ فَلَقُوا الْمُشْرِكِينَ يَوْمَ أُحُدٍ، فَاتَّخَذَ مِنْهُمْ شُهَدَاءَ "
حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلُهُ: {§وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ} [آل عمران: 140] «فَكَرَّمَ اللَّهُ أَوْلِيَاءَهُ بِالشَّهَادَةِ بِأَيْدِي عَدُوِّهِمْ، ثُمَّ تَصِيرُ حَوَاصِلُ الْأُمُورِ وَعَوَاقِبُهَا لِأَهْلِ طَاعَةِ اللَّهِ»

الصفحة 87