كتاب تفسير الطبري = جامع البيان ط هجر (اسم الجزء: 7)

§الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا} [النساء: 36] يَعْنِي بِقَوْلِهِ جَلَّ ثَنَاؤُهُ: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا} [النساء: 36] إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ ذَا خُيَلَاءَ , وَلِلْمُخْتَالِ الْمُفْتَعِلِ مِنْ قَوْلِكَ: خَالَ الرَّجُلِ فَهُوَ يَخُولُ خَوَلًا وَخَالًا , وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ:
[البحر المتقارب]
فَإِنْ كُنْتَ سَيِّدَنَا سُدْتَنَا ... وَإِنْ كُنْتَ لِلْخَالِ فَاذْهَبْ فَخَلْ
وَمِنْهُ قَوْلُ الْعَجَّاجِ:
[البحر الرجز]
وَالْخَالِ ثَوْبٌ مِنْ ثِيَابِ الْجُهَّالْ
وَأَمَّا الْفَخُورُ: فَهُوَ الْمُفْتَخِرُ عَلَى عِبَادِ اللَّهِ بِمَا أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ مِنْ آلَائِهِ , وَبَسَطَ لَهُ مِنْ فَضْلِهِ , وَلَا يَحْمَدُ عَلَى مَا آتَاهُ مِنْ طَوْلِهِ , وَلَكِنَّهُ بِهِ مُخْتَالٌ مُسْتَكْبِرٍ , وَعَلَى غَيْرِهِ بِهِ مُسْتَطِيلٌ مُفْتَخِرٌ. كَمَا:
حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى , قَالَ: ثنا أَبُو حُذَيْفَةَ , قَالَ: ثنا شِبْلٌ , عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ , عَنْ مُجَاهِدٍ: {§إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا} [النساء: 36] قَالَ: " مُتَكَبِّرًا فَخُورًا قَالَ: يَعُدُّ مَا أُعْطِيَ , وَهُوَ لَا يَشْكُرُ اللَّهَ "
حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ , قَالَ: ثنا الْحُسَيْنُ , قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ -[21]- وَاقِدٍ أَبِي رَجَاءٍ الْهَرَوِيِّ , قَالَ: لَا تَجِدُ سَيِّئَ الْمَلَكَةِ إِلَّا وَجَدْتَهُ مُخْتَالًا فَخُورًا , وَتَلَا: {وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ §إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا} [النساء: 36] وَلَا عَاقًّا إِلَّا وَجَدْتَهُ جَبَّارًا شَقِيًّا , وَتَلَا: {وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا} [مريم: 32] "

الصفحة 20