كتاب تفسير الطبري = جامع البيان ط هجر (اسم الجزء: 7)

رَفَعَنِي اللَّهُ إِلَيْهِ , وَلَمْ يُصِبْنِي إِلَّا خَيْرٌ , وَإِنَّ §هَذَا شَيْءٌ شُبِّهَ لَهُمْ , فَأَمَرَا الْحَوَارِيِّينَ أَنْ يُلْقُونِي إِلَى مَكَانِ كَذَا وَكَذَا. فلَقُوهُ إِلَى ذَلِكَ الْمَكَانِ أَحَدَ عَشَرَ , وَفُقِدَ الَّذِي كَانَ بَاعَهُ وَدَلَّ عَلَيْهِ الْيَهُودَ , فَسَأَلَ عَنْهُ أَصْحَابُهُ , فَقَالُوا: إِنَّهُ نَدِمَ عَلَى مَا صَنَعَ , فَاخْتَنَقَ وَقَتَلَ نَفْسَهُ. فَقَالَ: لَوْ تَابَ لَتَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ , ثُمَّ سَأَلَهُمْ عَنْ غُلَامٍ يَتَّبِعُهُمْ يُقَالَ لَهُ: يُحَنَّا , فَقَالَ: هُوَ مَعَكُمْ فَانْطَلِقُوا فَإِنَّهُ سَيُصْبِحُ كُلُّ إِنْسَانٍ مِنْكُمْ يُحَدِّثُ بِلُغَةِ قَوْمٍ , فَلْيُنْذِرْهُمْ وَلْيَدَعْهُمْ " وَقَالَ آخَرُونَ: بَلْ سَأَلَ عِيسَى مَنْ كَانَ مَعَهُ فِي الْبَيْتِ أَنْ يُلْقَى عَلَى بَعْضِهِمْ شَبَهَهُ , فَانْتَدَبَ لِذَلِكَ رَجُلٌ , فَأُلْقِيَ عَلَيْهِ شَبَهُهُ , فَقُتِلَ ذَلِكَ الرَّجُلُ وَرُفِعَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُعَاذٍ , قَالَ: ثنا يَزِيدُ , قَالَ: ثنا سَعِيدٌ , عَنْ قَتَادَةَ , قَوْلُهُ: {§إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ} [النساء: 157] إِلَى قَوْلِهِ: {وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا} [النساء: 158] أُولَئِكَ أَعْدَاءُ اللَّهِ الْيَهُودُ اشْتَهَرُوا بِقَتْلِ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ رَسُولِ اللَّهِ , وَزَعَمُوا أَنَّهُمْ قَتَلُوهُ وَصَلَبُوهُ , وَذُكِرَ لَنَا أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ قَالَ لِأَصْحَابِهِ: أَيُّكُمْ يُقْذَفَ عَلَيْهِ شَبَهِي فَإِنَّهُ مَقْتُولٌ؟ فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِهِ: أَنَا يَا نَبِيَّ اللَّهِ. فقُتِلَ -[654]- ذَلِكَ الرَّجُلُ , وَمَنَعَ اللَّهُ نَبِيَّهُ وَرَفَعَهُ إِلَيْهِ "

الصفحة 653