كتاب تفسير الطبري = جامع البيان ط هجر (اسم الجزء: 7)

حَدَّثَنَا ابْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ قَالَ: ثنا عَمْرٌو , قَالَ: ثنا زُهَيْرٌ , عَنْ يَحْيَى , عَنِ الزُّهْرِيِّ , عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ , عَنْ جَزْءِ بْنِ جَابِرٍ , أَنَّهُ سَمِعَ كَعْبًا يَقُولُ: §لَمَّا كَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى بِالْأَلْسِنَةِ قَبْلَ لِسَانِهِ , طَفِقَ مُوسَى يَقُولُ: أَيْ رَبِّ , إِنِّي لَا أَفْقَهُ هَذَا. حَتَّى كَلَّمَهُ اللَّهُ آخِرَ الْأَلْسِنَةِ بِمِثْلِ لِسَانِهِ , فَقَالَ مُوسَى: أَيْ رَبِّ هَذَا كَلَامُكَ؟ قَالَ اللَّهُ: لَوْ كَلَّمْتُكَ بِكَلَامِي لَمْ تَكُنْ شَيْئًا. قَالَ: يَا رَبِّ , فَهَلْ مِنْ خَلْقِكَ شَيْءٌ يُشْبِهُ كَلَامَكَ؟ قَالَ: لَا , وَأَقْرَبُ خَلْقِي شَبَهًا بِكَلَامِي , أَشَدُّ مَا يُسْمَعُ مِنَ الصَّوَاعِقِ "
§الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا} [النساء: 165] يَعْنِي جَلَّ ثَنَاؤُهُ بِذَلِكَ: {إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ} [النساء: 163] وَمَنْ ذَكَرَ مِنَ الرُّسُلِ {رُسُلًا} [النساء: 165] فَنَصَبَ بِهِ الرُّسُلَ عَلَى الْقَطْعِ مِنْ أَسْمَاءِ الْأَنْبِيَاءِ الَّذِينَ ذَكَرَ أَسْمَاءَهُمْ {مُبَشِّرِينَ} [البقرة: 213] يَقُولُ: " أَرْسَلْتُهُمْ رُسُلًا إِلَى خَلْقِي وَعِبَادِي مُبَشِّرِينَ بِثَوَابِي مَنْ أَطَاعَنِي وَاتَّبَعَ أَمْرِي وَصَدَّقَ رُسُلِي {وَمُنْذِرِينَ} [البقرة: 213] عِقَابِي مَنْ عَصَانِي

الصفحة 692