كتاب تفسير الطبري = جامع البيان ط هجر (اسم الجزء: 7)

يَعْنِي بِذَلِكَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ: إِنْ يَكْفُرْ بِالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ يَا مُحَمَّدُ الْيَهُودُ الَّذِينَ سَأَلُوكَ أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مِنَ السَّمَاءِ , وَقَالُوا لَكَ: مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ فَكَذَّبُوكَ فَقَدْ كَذَبُوا , مَا الْأَمْرُ كَمَا قَالُوا: لَكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِتَنْزِيلِهِ إِلَيْكَ مَا أَنْزَلَهُ مِنْ كِتَابِهِ وَوَحْيِهِ , أَنْزَلَ ذَلِكَ إِلَيْكَ بِعِلْمٍ مِنْهُ بِأَنَّكَ خِيرَتُهُ مِنْ خَلْقِهِ وَصَفِيُّهُ مِنْ عِبَادِهِ , وَيَشْهَدُ لَكَ بِذَلِكَ مَلَائِكَتُهُ , فَلَا يَحْزُنْكَ تَكْذِيبُ مَنْ كَذَّبَكَ , وَخِلَافُ مَنْ خَالَفَكَ {وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا} [النساء: 79] يَقُولُ: " وَحَسْبُكَ بِاللَّهِ شَاهِدًا عَلَى صِدْقِكَ دُونَ مَا سِوَاهُ مِنْ خَلْقِهِ , فَإِنَّهُ إِذَا شَهِدَ لَكَ بِالصِّدْقِ رَبُّكَ لَمْ يَضُرَّكَ تَكْذِيبُ مَنْ كَذَّبَكَ. وَقَدْ قِيلَ: إِنَّ هَذِهِ الْآيَةَ نَزَلَتْ فِي قَوْمٍ مِنَ الْيَهُودِ دَعَاهُمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى اتِّبَاعِهِ , وَأَخْبَرَهُمْ أَنَّهُمْ يَعْلَمُونَ حَقِيقَةَ نُبُوَّتِهِ , فَجَحَدُوا نُبُوَّتَهَ وَأَنْكَرُوا مَعْرِفَتَهُ.
ذِكْرُ الْخَبَرِ بِذَلِكَ: حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ , قَالَ: ثنا يُونُسُ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ , قَالَ: ثني مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي مُحَمَّدٍ مَوْلَى زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ , قَالَ: ثني سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ , أَوْ عِكْرِمَةُ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , قَالَ: دَخَلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَمَاعَةٌ مِنْ يَهُودَ , فَقَالَ لَهُمْ: «إِنِّي وَاللَّهُ أَعْلَمُ أَنَّكُمْ لَتَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ» فَقَالُوا: مَا نَعْلَمُ ذَلِكَ. فَأَنْزَلَ اللَّهُ: {§لَكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنْزَلَ إِلَيْكَ أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلَائِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا} [النساء: 166] " -[695]- حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ , قَالَ: ثنا سَلَمَةُ , قَالَ: ثني ابْنُ إِسْحَاقَ , قَالَ: ثني مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي مُحَمَّدٍ , عَنْ عِكْرِمَةَ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , قَالَ: دَخَلَتْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِصَابَةٌ مِنَ الْيَهُودِ , ثُمَّ ذَكَرَ نَحْوَهُ

الصفحة 694