كتاب تفسير الطبري = جامع البيان ط هجر (اسم الجزء: 7)

كَمَا تَقُولُ: وَاعِدِيهِ خَيْرًا لَكِ. قَالَ: وَقَدْ سَمِعْتُ نَصْبَ هَذَا فِي الْخَبَرِ , تَقُولُ الْعَرَبُ: آتِي الْبَيْتَ خَيْرًا لِي وَأَتْرُكُهُ خَيْرًا لِي , وَهُوَ عَلَى مَا فَسَّرْتُ لَكَ فِي الْأَمْرِ وَالنَّهْيِ. وَقَالَ آخَرُ مِنْهُمْ: نُصِبَ خَيْرًا بِفِعْلٍ مُضْمَرٍ , وَاكْتَفَى مِنْ ذَلِكَ الْمُضْمَرِ بِقَوْلِهِ: لَا تَفْعَلْ هَذَا وَافْعَلِ الْخَيْرَ , وَأَجَازَهُ فِي غَيْرِ أَفْعَلَ , فَقَالَ: لَا تَفْعَلْ ذَاكَ صَلَاحًا لَكَ. وَقَالَ آخَرُ مِنْهُمْ: نَصَبَ خَيْرًا عَلَى ضَمِيرِ جَوَابٍ: يَكُنْ خَيْرًا لَكُمْ , وَقَالَ: كَذَلِكَ كُلُّ أَمْرٍ وَنَهْي
§الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ انْتَهُوا خَيْرًا لَكُمْ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا} يَعْنِي جَلَّ ثَنَاؤُهُ بِقَوْلِهِ: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ} [آل عمران: 64] يَا أَهْلَ الْإِنْجِيلِ مِنَ النَّصَارَى {لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ} [النساء: 171] يَقُولُ: " لَا تُجَاوِزُوا الْحَقَّ فِي دِينِكُمْ فَتُفْرِطُوا فِيهِ , وَلَا تَقُولُوا فِي عِيسَى غَيْرَ الْحَقِّ , فَإِنَّ قِيلَكُمْ فِي عِيسَى إِنَّهُ ابْنُ اللَّهِ قَوْلٌ مِنْكُمْ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ , لِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا , فَيَكُونُ عِيسَى أَوْ غَيْرُهُ مِنْ خَلْقِهِ لَهُ ابْنًا {وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ} [النساء: 171]

الصفحة 700