كتاب تفسير الطبري = جامع البيان ط هجر (اسم الجزء: 8)

الْمُؤْمِنُونَ بِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْعَرَبِ وَسَائِرِ النَّاسِ , أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ أَيْضًا. {إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ} [المائدة: 5] يَعْنِي: إِذَا أَعْطَيْتُمْ مَنْ نَكَحْتُمْ مِنْ مُحْصَنَاتِكُمْ وَمُحْصَنَاتِهِمْ أُجُورَهُنَّ، وَهِيَ مُهُورُهُنَّ. وَاخْتَلَفَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ فِي الْمُحْصَنَاتِ اللَّاتِي عَنَاهُنَّ اللَّهُ عَزَّ ذِكْرُهُ بِقَوْلِهِ: {وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ} [المائدة: 5] فَقَالَ بَعْضُهُمْ: عَنَى بِذَلِكَ الْحَرَائِرَ خَاصَّةً , فَاجِرَةً كَانَتْ أَوْ عَفِيفَةً , وَأَجَازَ قَائِلُو هَذِهِ الْمَقَالَةِ نِكَاحَ الْحُرَّةِ مُؤْمِنَةً كَانَتْ أَوْ كِتَابِيَةً مِنَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى مِنْ أَيِّ أَجْنَاسٍ كَانَتْ , بَعْدَ أَنْ تَكُونَ كِتَابِيَّةً فَاجِرَةً كَانَتْ أَوْ عَفِيفَةً , وَحَرَّمُوا إِمَاءَ أَهْلِ الْكِتَابِ أَنْ نَتَزَوَّجَهُنَّ بِكُلِّ حَالٍ؛ لِأَنَّ اللَّهَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ شَرَطَ مِنْ نِكَاحِ الْإِمَاءِ الْإِيمَانَ بِقَوْلِهِ: {وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلًا أَنْ يَنْكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ} [النساء: 25]
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ , قَالَ: ثنا أَبُو دَاوُدَ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ , عَنْ مُجَاهِدٍ: {§وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ} [المائدة: 5] قَالَ: «مِنَ الْحَرَائِرِ»
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ , قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ , قَالَ: ثنا سُفْيَانُ , عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ , عَنْ مُجَاهِدٍ: {§وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ} [المائدة: 5] قَالَ: «مِنَ -[140]- الْحَرَائِرِ»

الصفحة 139