كتاب تفسير الطبري = جامع البيان ط هجر (اسم الجزء: 8)

هَذَا فُلَانٌ ابْنُ فُلَانٍ , قَدْ أَرَدْنَا بِهِ كَذَا وَكَذَا , فَأَخْرِجِ الْحَقَّ فِيهِ. ثُمَّ يَقُولُونَ لِصَاحِبِ الْقِدَاحِ: اضْرِبْ , فَيَضْرِبُ , فَإِنْ خَرَجَ عَلَيْهِ مِنْكُمْ كَانَ وَسِيطًا , وَإِنْ خَرَجَ عَلَيْهِ: مِنْ غَيْرِكُمْ , كَانَ حَلِيفًا , وَإِنْ خَرَجَ: مُلْصَقٌ , كَانَ عَلَى مَنْزِلَتِهِ مِنْهُمْ , لَا نَسَبُ لَهُ وَلَا حِلْفَ؛ وَإِنْ خَرَجَ فِيهِ شَيْءٌ سِوَى هَذَا مِمَّا يَعْمَلُونَ بِهِ نَعَمْ عَمِلُوا بِهِ؛ وَإِنْ خَرَجَ: لَا , أَخَّرُوهُ عَامَهُمْ ذَلِكَ , حَتَّى يَأْتُوا بِهِ مَرَّةً أُخْرَى يَنْتَهُونَ فِي أُمُورِهِمْ إِلَى ذَلِكَ مِمَّا خَرَجَتْ بِهِ الْقِدَاحُ "
حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى , قَالَ: ثنا أَبُو صَالِحٍ , قَالَ: ثني مُعَاوِيَةُ , عَنْ عَلِيٍّ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , قَوْلُهُ: {§وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ} [المائدة: 3] يَعْنِي: الْقَدَحَ , كَانُوا يَسْتَقْسِمُونَ بِهَا فِي الْأُمُورِ "
§الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {ذَلِكُمْ فِسْقٌ} [المائدة: 3] يَعْنِي جَلَّ ثَنَاؤُهُ بِقَوْلِهِ: {ذَلِكُمْ} [البقرة: 49] هَذِهِ الْأُمُورُ الَّتِي ذَكَرَهَا , وَذَلِكَ أَكْلُ الْمَيْتَةِ وَالدَّمِ وَلَحْمِ الْخِنْزِيرِ وَسَائِرِ مَا ذُكِرَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ مِمَّا حَرَّمَ أَكْلَهُ. وَالِاسْتِقْسَامُ بِالْأَزْلَامِ. {فِسْقٌ} [المائدة: 3] يَعْنِي: خُرُوجٌ عَنْ أَمْرِ اللَّهِ وَطَاعَتِهِ إِلَى مَا نَهَى عَنْهُ وَزَجَرَ , وَإِلَى مَعْصِيَتِهِ. كَمَا:
حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى: قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ , قَالَ: ثني مُعَاوِيَةُ , عَنْ عَلِيٍّ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: {§ذَلِكُمْ فِسْقٌ} [المائدة: 3] يَعْنِي: مَنْ أَكَلَ مِنْ ذَلِكَ كُلِّهِ , فَهُوَ فِسْقٌ "
§الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ -[78]- دِينِكُمْ} [المائدة: 3] يَعْنِي بِقَوْلِهِ جَلَّ ثَنَاؤُهُ: {الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ} [المائدة: 3] الْآنَ انْقَطَعَ طَمَعُ الْأَحْزَابِ وَأَهْلِ الْكُفْرِ وَالْجُحُودِ أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ مِنْ دِينِكُمْ , يَقُولُ: مِنْ دِينِكُمْ أَنْ تَتْرُكُوهُ , فَتَرْتَدُّوا عَنْهُ رَاجِعِينَ إِلَى الشِّرْكِ. كَمَا:

الصفحة 77