كتاب تفسير الطبري = جامع البيان ط هجر (اسم الجزء: 9)
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، فِي قَوْلِهِ: {فَاطِرِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ} قَالَ: «§خَالِقِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ» يُقَالُ مِنْ ذَلِكَ: فَطَرَهَا اللَّهُ يَفْطُرُهَا وَيَفْطِرُهَا فَطْرًا وَفُطُورًا، وَمِنْهُ قَوْلُهُ: {هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ} [الملك: 3] يَعْنِي: شُقُوقًا وَصُدُوعًا، يُقَالُ: سَيْفٌ فُطَارٌ: إِذَا كَثُرَ فِيهِ التَّشَقُّقُ، وَهُوَ عَيْبٌ فِيهِ، وَمِنْهُ قَوْلُ عَنْتَرَةَ:
[البحر الوافر]
وَسَيْفِيَ كَالْعَقِيقَةِ فَهُوَ كِمْعِي ... سِلَاحِي لَا أَفَلَّ وَلَا فُطَارَا
وَمِنْهُ يُقَالُ: فَطَرَ نَابُ الْجَمَلِ: إِذَا تَشَقَّقَ اللَّحْمُ فَخَرَجَ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ: {تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْ فَوْقِهِنَّ} أَيْ يَتَشَقَّقْنَ وَيَتَصَدَّعْنَ
§وَأَمَّا قَوْلُهُ: {وَهُوَ يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ} [الأنعام: 14] فَإِنَّهُ يَعْنِي: وَهُوَ يَرْزُقُ خَلْقَهُ وَلَا يُرْزَقُ
كَمَا حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، قَالَ: ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ: {§وَهُوَ يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ} [الأنعام: 14] قَالَ: «يَرْزُقُ، وَلَا يُرْزَقُ» -[177]- وَقَدْ ذُكِرَ عَنْ بَعْضِهِمْ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ ذَلِكَ: {وَهُوَ يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ} [الأنعام: 14] أَيْ أَنَّهُ يُطْعِمُ خَلْقَهُ، وَلَا يَأْكُلُ هُوَ. وَلَا مَعْنَى لِذَلِكَ لِقِلَّةِ الْقِرَاءَةِ بِهِ
الصفحة 176