كتاب تفسير الطبري = جامع البيان ط هجر (اسم الجزء: 9)

سَأَلَنِي عَنْ أَبِيهِ» ، فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ فَقَالَ: مَنْ أَبِي؟ قَالَ: «أَبُوكَ حُذَافَةُ بْنُ قَيْسٍ» ، فَقَامَ عُمَرُ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، رَضِينَا بِاللَّهِ رَبًّا، وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا، وَبِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَبِيًّا، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ غَضَبِهِ وَغَضِبِ رَسُولِهِ " وَقَالَ آخَرُونَ: بَلْ نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ مِنْ أَجْلِ أَنَّهُمْ سَأَلُوا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْبَحِيرَةِ وَالسَّائِبَةِ وَالْوَصِيلَةِ وَالْحَامِ
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ حَبِيبِ بْنِ الشَّهِيدِ، قَالَ: ثنا عَتَّابُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ خُصَيْفٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: {لَا تَسْأَلُوا عنْ أَشْيَاءَ} [المائدة: 101] ، قَالَ: §هِيَ الْبُحَيْرَةُ وَالسَّائِبَةُ وَالْوَصِيلَةُ وَالْحَامُ. أَلَا تَرَى أَنَّهُ يَقُولُ بَعْدَ ذَلِكَ: مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ كَذَا وَلَا كَذَا؟ "
قَالَ: وَأَمَّا عِكْرِمَةُ فَإِنَّهُ قَالَ: " §إِنَّهُمْ كَانُوا يَسْأَلُونَهُ عَنِ الْآيَاتِ فَنُهُوا عَنْ ذَلِكَ ثُمَّ قَالَ: {قَدْ سَأَلَهَا قَوْمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ ثُمَّ أَصْبَحُوا بِهَا كَافِرِينَ} [المائدة: 102] ، قَالَ: فَقُلْتُ: قَدْ حَدَّثَنِي مُجَاهِدٌ بِخِلَافِ هَذَا عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فَمَا لَكَ تَقُولُ هَذَا؟ فَقَالَ: هَيْهَ "
حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، قَالَ: " §هُوَ الَّذِي سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ أَبِي؟
وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ: «§هُمُ الَّذِينَ

الصفحة 22