كتاب تفسير الطبري = جامع البيان ط هجر (اسم الجزء: 9)

حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ مَسْرُوقٍ، فِي هَذِهِ الْآيَةِ: {مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلَا سَائِبَةٍ وَلَا وَصِيلَةٍ وَلَا حَامٍ} [المائدة: 103]- قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: سَقَطَ عَلَيَّ فِيمَا أَظُنُّ كَلَامٌ مِنْهُ - قَالَ: فَأَتَيْتُ عَلْقَمَةَ فَسَأَلْتُهُ، فَقَالَ: «§مَا تُرِيدُ إِلَى شَيْءٍ كَانَتْ تَصْنَعُهُ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ» ؟
حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمَسْعُودِيُّ، قَالَ: ثنا أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ مُسْلِمٍ، قَالَ: أَتَيْتُ عَلْقَمَةَ فَسَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ، تَعَالَى: {مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلَا سَائِبَةٍ وَلَا وَصِيلَةٍ وَلَا حَامٍ} [المائدة: 103] ، فَقَالَ: وَمَا تَصْنَعُ بِهَذَا؟ §إِنَّمَا هَذَا شَيْءٌ مِنْ فِعْلِ الْجَاهِلِيَّةِ "، قَالَ: فَأَتَيْتُ مَسْرُوقًا فَسَأَلْتُهُ، فَقَالَ: " الْبَحيرَةُ: كَانَتِ النَّاقَةُ إِذَا وَلَدَتْ بَطْنًا خَمْسًا أَوْ سَبْعًا، شَقُّوا أُذُنَهَا وَقَالُوا: هَذِهِ بِحِيرَةٌ. قَالَ: {وَلَا سَائِبَةٍ} [المائدة: 103] ، قَالَ: كَانَ الرَّجُلُ يَأْخُذُ بَعْضَ مَالِهِ فَيَقُولُ: هَذِهِ سَائِبَةٌ. قَالَ: {وَلَا وَصِيلَةٍ} [المائدة: 103] ، قَالَ: كَانُوا إِذَا وَلَدَتِ النَّاقَةُ الذَّكَرَ أَكَلَهُ الذُّكُورُ دُونَ الْإِنَاثِ، وَإِذَا وَلَدَتْ ذَكَرًا وَأُنْثَى فِي بَطْنٍ قَالُوا: وَصَلَتْ أَخَاهَا، فَلَا يَأْكُلُونَهُمَا، قَالَ: فَإِذَا مَاتَ الذَّكَرُ، أَكَلَهُ الذُّكُورُ دُونَ الْإِنَاثِ. قَالَ: {وَلَا حَامٍ} [المائدة: 103] ، قَالَ: كَانَ الْبَعِيرُ إِذَا وَلَدَ وَوَلَدَ وَلَدُهُ، قَالُوا: قَدْ قَضَى هَذَا الَّذِي عَلَيْهِ، فَلَمْ يَنْتَفِعُوا بِظَهْرِهِ، قَالُوا: هَذَا حَامٌ "
حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ -[33]- صُبَيْحٍ قَالَ: سَأَلْتُ عَلْقَمَةَ عَنْ قَوْلِهِ: {مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلَا سَائِبَةٍ} [المائدة: 103] ، قَالَ: مَا تَصْنَعُ بِهَذَا؟ «§هَذَا شَيْءٌ كَانَ يَفْعَلُهُ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ»

الصفحة 32