كتاب تفسير الطبري = جامع البيان ط هجر (اسم الجزء: 9)

بِالْخُلُوصَةِ لِلذُّكُورِ، لِأَنَّهُ لَوْ كَانَ لِتَأْنِيثِ الْأَنْعَامِ لَقِيلَ: وَمُحَرَّمَةٌ عَلَى أَزْوَاجِنَا، وَلَكِنْ لَمَّا كَانَ التَّأْنِيثُ فِي الْخَالِصَةِ لِمَا ذَكَرْتُ، ثُمَّ لَمْ يَقْصِدَ فِي الْمُحَرَّمِ مَا قَصَدَ فِي الْخَالِصَةِ مِنَ الْمُبَالَغَةِ، رَجَعَ فِيهَا إِلَى تَذْكِيرِ (مَا) ، وَاسْتِعْمَالِ مَا هُوَ أَوْلَى بِهِ مِنْ صِفَتِهِ
§وَأَمَّا قَوْلُهُ: {وَإِنْ يَكُنْ مَيْتَةً فَهُمْ فِيهِ شُرَكَاءُ} [الأنعام: 139] فَاخْتَلَفَتِ الْقُرَّاءُ فِي قِرَاءَةِ ذَلِكَ
§فَقَرَأَهُ يَزِيدُ بْنُ الْقَعْقَاعِ وَطَلْحَةُ بْنُ مُصَرِّفٍ فِي آخَرِينَ: (وَإِنْ تَكُنْ مَيْتَةٌ) بِالتَّاءِ فِي (تَكُنْ) ، وَرَفْعِ (مَيْتَةٌ) ، غَيْرَ أَنَّ يَزِيدَ كَانَ يُشَدِّدُ الْيَاءَ مِنْ مَيْتَةٍ، وَيُخَفِّفُهَا طَلْحَةُ حَدَّثَنِي بِذَلِكَ الْمُثَنَّى، قَالَ: ثنا إِسْحَاقُ، قَالَ: ثنا ابْنُ أَبِي حَمَّادٍ، قَالَ: ثنا عِيسَى، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ،. وَحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ، عَنِ الْقَاسِمِ، وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ يَزِيدَ وَقَرَأَ ذَلِكَ بَعْضُ قُرَّاءِ الْمَدِينَةِ وَالْكُوفَةِ وَالْبَصْرَةِ: {وَإِنْ يَكُنْ مَيْتَةً} [الأنعام: 139] بِالْيَاءِ، وَمِيتَةً بِالنَّصْبِ وَتَخْفِيفِ الْيَاءِ. وَكَأَنَّ مَنْ قَرَأَ: {وَإِنْ يَكُنْ} [الأنعام: 139] بِالْيَاءِ {مَيْتَةً} [الأنعام: 139] بِالنَّصْبِ، أَرَادُوا إِنْ يَكُنْ مَا فِي بُطُونِ تِلْكَ الْأَنْعَامِ، فَذَكَّرَ (يَكُنْ) لِتَذْكِيرِ (مَا) ، وَنَصَبَ (الْمَيْتَةَ) لِأَنَّهُ خَبَرُ (يَكُنْ) . وَأَمَّا مَنْ قَرَأَ: (وَإِنْ تَكُنْ مَيْتَةٌ) فَإِنَّهُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ أَرَادَ: وَإِنْ يَكُنْ مَا فِي بُطُونِهَا مَيْتَةٌ، فَأَنَّثَ (تَكُنْ) لِتَأْنِيثِ (مَيْتَةٌ) .

الصفحة 588