كتاب تفسير الطبري = جامع البيان ط هجر (اسم الجزء: 9)
عَطْفًا بِهَا عَلَى (الْأُنْثَيَيْنِ) . {نَبِّئُونِي بِعِلْمٍ} يَقُولُ: قُلْ لَهُمْ: خَبِّرُونِي بِعِلْمِ ذَلِكَ عَلَى صِحَّتِهِ، أَيَّ ذَلِكَ حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ وَكَيْفَ حَرَّمَ، {إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} [البقرة: 23] فِيمَا تَنْحِلُونَهُ رَبَّكُمْ مِنْ دَعْوَاكُمْ وَتُضِيفُونَهُ إِلَيْهِ مِنْ تَحْرِيمِكُمْ. وَإِنَّمَا هَذَا إِعْلَامٌ مِنَ اللَّهِ جَلَّ ثَنَاؤُهُ نَبِيَّهُ أَنَّ كُلَّ مَا قَالَهُ هَؤُلَاءِ الْمُشْرِكُونَ فِي ذَلِكَ وَأَضَافُوهُ إِلَى اللَّهِ، فَهُوَ كَذِبٌ عَلَى اللَّهِ، وَأَنَّهُ لَمْ يُحَرِّمْ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ، وَأَنَّهُمْ إِنَّمَا اتَّبَعُوا فِي ذَلِكَ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ، وَخَالَفُوا أَمْرَهُ. وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي تَأْوِيلِ ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُعَاذٍ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلُهُ: {§ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ مِنَ الضَّأْنِ} [الأنعام: 143] اثْنَيْنِ وَمِنَ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ الْآيَةَ، «إِنَّ كُلَّ هَذَا لَمْ أُحَرِّمْ مِنْهُ قَلِيلًا وَلَا كَثِيرًا، ذَكَرًا وَلَا أُنْثَى»
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ: {§مِنَ الضَّأْنِ} [الأنعام: 143] اثْنَيْنِ وَمِنَ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ قَالَ: سَلْهُمْ {آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الْأُنْثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الْأُنْثَيَيْنِ} [الأنعام: 143] ؟ أَيْ لَمْ أُحَرِّمْ مِنْ هَذَا شَيْئًا. {بِعِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} [الأنعام: 143] فَذَكَرَ مِنَ الْإِبِلِ وَالْبَقَرِ نَحْوَ ذَلِكَ "
الصفحة 626