كتاب تفسير الطبري = جامع البيان ط هجر (اسم الجزء: 10)
حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ، قَالَ: ثنا الْحُسَيْنُ، قَالَ: ثني حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَوْلُهُ: " {§وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً} [الأعراف: 205] قَالَ: يُؤْمَرُ بِالتَّضَرُّعِ فِي الدُّعَاءِ وَالِاسْتِكَانَةِ، وَيُكْرَهُ رَفْعُ الصَّوْتِ وَالنِّدَاءُ وَالصِّيَاحُ بِالدُّعَاءِ "
§وَأَمَّا قَوْلُهُ: {بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ} [الأعراف: 205] فَإِنَّهُ يَعْنِي بِالْبَكَرِ وَالْعَشِيَّاتِ. وَأَمَّا الْآصَالُ فَجَمْعٌ. وَاخْتَلَفَ أَهْلُ الْعَرَبِيَّةِ فِيهَا فَقَالَ بَعْضُهُمْ: هِيَ جَمْعُ أَصِيلٍ، كَمَا الْأَيْمَانُ جَمْعُ يَمِينٍ، وَالْأَسْرَارُ جَمْعُ سَرِيرٍ. وَقَالَ آخَرُونَ مِنْهُمْ: هِيَ جَمْعُ أُصُلٍ، وَالْأُصُلُ جَمْعُ أَصِيلٍ. وَقَالَ آخَرُونَ مِنْهُمْ: هِيَ جَمْعُ أُصُلٍ وَأَصِيلٍ. قَالَ: وَإِنْ شِئْتَ جَعَلْتَ الْأُصُلَ جَمْعًا لِلْأَصِيلِ، وَإِنْ شِئْتَ جَعَلَتْهُ وَاحِدًا. قَالَ: وَالْعَرَبُ تَقُولُ: قَدْ دَنَا الْأُصُلُ فَيَجْعَلُونَهُ وَاحِدًا. وَهَذَا الْقَوْلُ أَوْلَى بِالصَّوَابِ فِي ذَلِكَ، وَهُوَ أَنَّهُ جَائِزٌ أَنْ يَكُونَ جَمْعَ أَصِيلٍ وَأُصُلٍ لِأَنَّهُمَا قَدْ يُجْمَعَانِ عَلَى أَفْعَالٍ. وَأَمَّا الْآصَالُ فَهِيَ فِيمَا يُقَالُ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ مَا بَيْنَ الْعَصْرِ إِلَى الْمَغْرِبِ
§وَأَمَّا قَوْلُهُ: {وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ} [الأعراف: 205] فَإِنَّهُ يَقُولُ: وَلَا تَكُنْ مِنَ اللَّاهِينَ إِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ عَنْ عِظَاتِهِ وَعِبرَهِ، وَمَا فِيهِ مِنْ عَجَائِبِهِ، وَلَكِنْ تَدَبَّرْ ذَلِكَ وَتَفَهَّمْهُ، وَأَشْعِرْهُ قَلْبَكَ بِذِكْرِ اللَّهِ وَخُضُوعٍ لَهُ وَخَوْفٍ مِنْ قُدْرَةِ اللَّهِ -[670]- عَلَيْكَ، إِنْ أَنْتَ غَفَلْتَ عَنْ ذَلِكَ
الصفحة 669