كتاب تفسير الطبري = جامع البيان ط هجر (اسم الجزء: 10)
وَقَدْ ذَكَرْنَا مَا رُوِيَ فِي مَعْنَى ذَلِكَ مِنَ الْخَبَرِ فِي غَيْرِ هَذَا الْمَوْضِعِ، فَكَرِهْنَا إِعَادَتَهُ. وَقَدْ رُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ فِي مَعْنَى قَوْلِهِ: {فَلَنَقُصَنَّ عَلَيْهِمْ بِعِلْمٍ} [الأعراف: 7] أَنَّهُ يَنْطِقُ لَهُمْ كِتَابُ عَمَلِهِمْ عَلَيْهِمْ بِأَعْمَالِهِمْ. هَذَا قَوْلٌ غَيْرُ بَعِيدٍ مِنَ الْحَقِّ، غَيْرَ أَنَّ الصَّحِيحَ مِنَ الْخَبَرِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا سَيُكَلِّمُهُ رَبُّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ تُرْجُمَانٌ، فَيَقُولُ لَهُ: أَتَذْكُرُ يَوْمَ فَعَلْتَ كَذَا وَفَعَلْتَ كَذَا؟ حَتَّى يُذَكِّرَهُ مَا فَعَلَ فِي الدُّنْيَا ". وَالتَّسْلِيمُ لِخَبَرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْلَى مِنَ التَّسْلِيمِ لِغَيْرِهِ
§الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [الأعراف: 8] " الْوَزْنُ: مَصْدَرٌ مِنْ قَوْلِ الْقَائِلِ: وَزَنْتُ كَذَا وَكَذَا، أَزِنُهُ وَزْنًا وَزِنَةً، مِثْلُ: وَعَدْتُهُ أَعِدُهُ وَعْدًا وَعِدَةً، وَهُوَ مَرْفُوعٌ بِالْحَقِّ، وَالْحَقُّ بِهِ. وَمَعْنَى الْكَلَامِ: وَالْوَزْنُ يَوْمَ نَسْأَلُ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَالْمُرْسَلِينَ، الْحَقُّ. وَيَعْنِي بِالْحَقِّ: الْعَدْلَ. وَكَانَ مُجَاهِدٌ يَقُولُ: " الْوَزْنُ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ: الْقَضَاءُ "
الصفحة 67