كتاب تفسير الطبري = جامع البيان ط هجر (اسم الجزء: 11)

وَاحِدَتُهَا: خَيْرَةٌ، كَمَا قَالَ الشَّاعِرُ:
[البحر الكامل]
وَلَقَدْ طَعَنْتُ مَجَامِعَ الرَّبَلَاتِ ... رَبَلَاتِ هِنْدٍ خَيْرَةِ الْمَلَكَاتِ
وَالْخَيْرَةُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ: الْفَاضِلَةُ. {وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [البقرة: 5] يَقُولُ: وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُخَلَّدُونَ فِي الْجَنَّاتِ الْبَاقُونَ فِيهَا الْفَائِزُونَ بِهَا
§الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {أَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: أَعَدَّ اللَّهُ لِرَسُولِهِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلِلَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ جَنَّاتٍ، وَهِيَ الْبَسَاتِينُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِ أَشْجَارِهَا الْأَنْهَارُ. {خَالِدِينَ فِيهَا} [البقرة: 162] يَقُولُ: لَابِثِينَ فِيهَا، لَا يَمُوتُونَ فِيهَا، وَلَا يَظْعَنُونَ عَنْهَا. {ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [المائدة: 119] يَقُولُ: ذَلِكَ النَّجَاءُ الْعَظِيمُ وَالْحَظُّ الْجَزِيلُ
§الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَجَاءَ الْمُعَذِّرُونَ مِنَ الْأَعْرَابِ لِيُؤْذَنَ لَهُمْ وَقَعَدَ الَّذِينَ كَذَبُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ سَيُصِيبُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [التوبة: 90] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: {وَجَاءَ} [الأعراف: 113] رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {الْمُعَذِّرُونَ مِنَ الْأَعْرَابِ لِيُؤْذَنَ لَهُمْ} [التوبة: 90] فِي التَّخَلُّفِ. {وَقَعَدَ} [التوبة: 90] عَنِ الْمَجِيءِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْجِهَادِ مَعَهُ {الَّذِينَ كَذَبُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ} [التوبة: 90] وَقَالُوا الْكَذِبَ، وَاعْتَذَرُوا بِالْبَاطِلِ مِنْهُمْ. يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: سَيُصِيبُ

الصفحة 619