كتاب تفسير الطبري = جامع البيان ط هجر (اسم الجزء: 11)
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، " {§وَآخَرُونَ مُرْجَونَ لِأَمْرِ اللَّهِ} [التوبة: 106] قَالَ: هُمُ الثَّلَاثَةُ الَّذِينَ خُلِّفُوا "
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثَنَا سَلَمَةُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، " {§وَآخَرُونَ مُرْجَونَ لِأَمْرِ اللَّهِ إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ} [التوبة: 106] وَهُمُ الثَّلَاثَةُ الَّذِينَ خُلِّفُوا، وَأَرْجَأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَهُمْ حَتَّى أَتَتْهُمْ تَوْبَتُهُمْ مِنَ اللَّهِ " وَأَمَّا قَوْلُهُ: {إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ} [التوبة: 106] فَإِنَّهُ يَعْنِي: إِمَّا أَنْ يَحْجِزَهُمُ اللَّهُ عَنِ التَّوْبَةِ بِخُذْلَانِهِ إِيَّاهُمْ، فَيُعَذِّبُهُمْ بِذُنُوبِهِمُ الَّتِي مَاتُوا عَلَيْهَا فِي الْآخِرَةِ {وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ} [التوبة: 106] يَقُولُ: وَإِمَّا يُوَفِقُهُمْ لِلتَّوْبَةِ، فَيَتُوبُوا مِنْ ذُنُوبِهِمْ، فَيَغْفِرُ لَهُمْ. {وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} [التوبة: 106] يَقُولُ: وَاللَّهُ ذُو عِلْمٍ بِأَمْرِهِمْ، وَمَا هُمْ صَائِرُونَ إِلَيْهِ مِنَ التَّوْبَةِ، وَالْمُقَامِ عَلَى الذَّنْبِ، حَكِيمٌ فِي تَدْبِيرِهِمْ وَتَدْبِيرِ مَنْ سِوَاهُمْ مِنْ خَلْقِهِ، لَا يَدْخُلُ حُكْمَهُ خَلَلٌ
§الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا الْحُسْنَى وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ} [التوبة: 107] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: وَالَّذِينَ ابْتَنُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا، وَهُمْ فِيمَا ذَكَرْنَا اثَنَا عَشَرَ نَفْسًا مِنَ الْأَنْصَارِ. ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثَنَا سَلَمَةُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، وَيَزِيدَ بْنِ
الصفحة 672