كتاب تفسير الطبري = جامع البيان ط هجر (اسم الجزء: 12)

حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: ثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، قَالَ: ثَنَا عِيسَى، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، " {§يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ} [يونس: 4] قَالَ: يُحْيِيهِ ثُمَّ يُمِيتُهُ " قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: وَأَحْسَبُهُ أَنَّهُ قَالَ: «ثُمَّ يُحْيِيهِ»
حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَثِيرٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: {§يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ} [يونس: 4] قَالَ: يُحْيِيهِ ثُمَّ يُمِيتُهُ ثُمَّ يُحْيِيهِ "
حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ: ثَنَا أَبُو حُذَيْفَةَ، قَالَ: ثَنَا شِبْلٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: " {§إِنَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ} [يونس: 4] يُحْيِيهِ ثُمَّ يُمِيتُهُ، ثُمَّ يَبْدَؤُهُ ثُمَّ يُحْيِيهِ " قَالَ: ثَنَا إِسْحَاقُ، قَالَ: ثَنَا ابْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ وَرْقَاءَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ بِنَحْوِهِ وَقَرَأَتْ قُرَّاءُ الْأَمْصَارِ ذَلِكَ: {إِنَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ} [يونس: 4] بِكَسْرِ الْأَلِفِ مِنْ إِنَّهُ عَلَى الِاسْتِئْنَافِ وَذُكِرَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الرَّازِيِّ أَنَّهُ قَرَأَهُ أَنَّهُ بِفَتْحِ الْأَلِفِ مِنْ «أَنَّهُ» كَأَنَّهُ أَرَادَ: حَقًّا أَنْ يَبْدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ، فَـ «أَنَّ» حِينَئِذٍ تَكُونُ رَفْعًا، كَمَا قَالَ الشَّاعِرُ:
[البحر الطويل]
أَحَقًّا عِبَادَ اللَّهِ أَنْ لَسْتُ زَائِرًا ... أَبَا حَبَّةٍ إِلَّا عَلَيَّ رَقِيبُ
-[117]- وَقَوْلُهُ: {لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ بِالْقِسْطِ} [يونس: 4] يَقُولُ: ثُمَّ يُعِيدُهُ مِنْ بَعْدِ مَمَاتِهِ كَهَيْئَتِهِ قَبْلَ مَمَاتِهِ عِنْدَ بَعْثِهِ مِنْ قَبْرِهِ، وَقَوْلُهُ: {لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا} [يونس: 4] يَقُولُ: لِيُثِيبَ مَنْ صَدَقَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَعَمِلُوا مَا أَمَرَهُمُ اللَّهُ بِهِ مِنَ الْأَعْمَالِ وَاجْتَنَبُوا مَا نَهَاهُمْ عَنْهُ عَلَى أَعْمَالِهِمُ الْحَسَنَةِ {بِالْقِسْطِ} [يونس: 4] يَقُولُ: لِيَجْزِيَهُمْ عَلَى الْحَسَنِ مِنْ أَعْمَالِهِمُ الَّتِي عَمِلُوهَا فِي الدُّنْيَا الْحَسَنَ مِنَ الثَّوَابِ وَالصَّالِحَ مِنَ الْجَزَاءِ فِي الْآخِرَةِ، وَذَلِكَ هُوَ الْقِسْطُ. وَالْقِسْطُ الْعَدْلُ وَالْإِنْصَافُ؛ كَمَا

الصفحة 116