كتاب تفسير الطبري = جامع البيان ط هجر (اسم الجزء: 12)

قَالَ: ثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، قَالَ: ثَنَا عُبَيْدُ بْنُ طُفَيْلٍ الْعَبْسِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ الضَّحَّاكَ بْنَ مُزَاحِمٍ، وَسَأَلَهُ، رَجُلٌ عَنْ قَوْلِهِ: " {§إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ} [التوبة: 111] . . الْآيَةَ، قَالَ الرَّجُلُ: أَلَّا أَحْمِلَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ فَأُقَاتِلَ حَتَّى أُقْتَلَ؟ قَالَ: وَيْلَكَ أَيْنَ الشَّرْطُ: {التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ} [التوبة: 112] ؟ "
§الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدونَ الآَمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ} [التوبة: 112] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ التَّائِبِينَ الْعَابِدِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ؛ وَلَكِنَّهُ رَفَعَ، إِذْ كَانَ مُبْتَدَأٌ بِهِ بَعْدَ تَمَامِ أُخْرَى مِثْلِهَا، وَالْعَرَبُ تَفْعَلُ -[8]- ذَلِكَ، وَقَدْ تَقَدَّمَ بَيَانُنَا ذَلِكَ فِي قَوْلِهِ: {صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ} [البقرة: 18] بِمَا أَغْنَى عَنْ إِعَادَتِهِ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ. وَمَعْنَى التَّائِبُونَ: الرَّاجِعُونَ مِمَّا كَرِهَهُ اللَّهُ وَسَخِطَهُ إِلَى مَا يُحِبُّهُ وَيَرْضَاهُ. كَمَا

الصفحة 7