كتاب تفسير الطبري = جامع البيان ط هجر (اسم الجزء: 12)

حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثَنَا يَعْقُوبُ قَالَ: ثَنَا عِمْرَانُ أَخِي قَالَ: سَأَلْتُ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ فَقُلْتُ: §مَا تَرَى فِي قِتَالِ الدَّيلَمِ؟ فَقَالَ: " قَاتِلُوهُمْ وَرَابِطُوهُمْ، فَإِنَّهُمْ مِنَ الَّذِينَ قَالَ اللَّهُ: {قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ} [التوبة: 123] "
حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ: ثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ: ثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الرَّبِيعِ، عَنِ الْحَسَنِ أَنَّهُ سُئِلَ عَنِ الشَّامِ وَالدَّيلَمِ، فَقَالَ: " {§قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ} [التوبة: 123] الدَّيلَمَ "
حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ سَهْلٍ، قَالَ: ثَنَا الْوَلِيدُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَمْرٍو، وَسَعِيدَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ، يَقُولَانِ: " §يُرَابِطُ كُلُّ قَوْمٍ مَا يَلِيهِمْ مِنْ مَسَالِحِهِمْ وَحُصُونِهِمْ. وَيَتَأَوَّلَانِ قَوْلَ اللَّهِ: {قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ} [التوبة: 123] "
حَدَّثَنِي يُونُسُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ زَيْدٍ، فِي قَوْلِهِ: " {§قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ} [التوبة: 123] قَالَ: كَانَ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ مِنَ الْكُفَّارِ الْعَرَبُ، فَقَاتَلُوهُمْ حَتَّى فَرَغَ مِنْهُمْ. فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ اللَّهُ: {قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ} [التوبة: 29] . . حَتَّى بَلْغَ {وَهُمْ صَاغِرُونَ} [التوبة: 29] قَالَ: فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ قِتَالِ مَنْ يَلِيهِ مِنَ الْعَرَبِ أَمَرَهُ بِجِهَادِ -[88]- أَهْلِ الْكِتَابِ، قَالَ: وَجِهَادُهُمْ أَفْضَلُ الْجِهَادِ عِنْدَ اللَّهِ " وَأَمَّا قَوْلُهُ: {وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً} [التوبة: 123] فَإِنَّ مَعْنَاهُ: وَلْيَجِدْ هَؤُلَاءِ الْكُفَّارُ الَّذِينَ تُقَاتِلُونَهُمْ {فِيكُمْ} [التوبة: 123] أَيْ مِنْكُمْ شِدَّةً عَلَيْهِمْ {وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ} [البقرة: 194] يَقُولُ: وَأَيْقِنُوا عِنْدَ قِتَالِكُمْ إِيَّاهُمْ أَنَّ اللَّهَ مَعَكُمْ وَهُوَ نَاصِرُكُمْ عَلَيْهِمْ، فَإِنْ اتَّقَيْتُمُ اللَّهُ وَخِفْتُمُوهُ بِأَدَاءِ فَرَائِضِهِ وَاجْتِنَابِ مَعَاصِيهِ، فَإِنَّ اللَّهَ نَاصِرُ مَنِ اتَّقَاهُ وَمُعِينُهُ

الصفحة 87