كتاب تفسير الطبري = جامع البيان ط هجر (اسم الجزء: 12)
حَدَّثَنِي يُونُسُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ زَيْدٍ، فِي قَوْلِهِ: " {§وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ نَظَرَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ هَلْ يَرَاكُمْ مِنْ أَحَدٍ} [التوبة: 127] مِمَّنْ سَمِعَ خَبَرَكُمْ رَآكُمْ أَحَدٌ أَخْبَرَهُ إِذَا نَزَلَ شَيْءٌ يُخْبِرُ عَنْ كَلَامِهِمْ، قَالَ: وَهُمُ الْمُنَافِقُونَ. قَالَ: وَقَرَأَ: {وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا} [التوبة: 124] . . حَتَّى بَلْغَ: {نَظَرَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ هَلْ يَرَاكُمْ مِنْ أَحَدٍ} [التوبة: 127] أَخْبَرَهُ بِهَذَا، أَكَانَ مَعَكُمْ أَحَدٌ سَمِعَ كَلَامَكُمْ، أَحَدٌ يُخْبِرُهُ بِهَذَا؟ "
حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ: ثَنَا آدَمُ، قَالَ: ثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: ثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيُّ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " §لَا تَقُلْ انْصَرَفْنَا مِنَ الصَّلَاةِ، فَإِنَّ اللَّهَ عَيَّرَ قَوْمًا فَقَالَ: {انْصَرَفُوا صَرْفَ اللَّهُ قُلْوبَهُمْ} [التوبة: 127] وَلَكَنْ قُلْ: قَدْ صَلَّيْنَا "
§الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ لِلْعَرَبِ: {لَقَدْ جَاءَكُمْ} [التوبة: 128] أَيُّهَا الْقَوْمُ {رَسُولٌ} [البقرة: 87] اللَّهِ إِلَيْكُمْ {مِنْ -[97]- أَنْفُسِكُمْ} [التوبة: 128] تَعْرِفُونَهُ لَا مِنْ غَيْرِكُمْ، فَتَتَّهِمُوهُ عَلَى أَنْفُسِكُمْ فِي النَّصِيحَةِ لَكَمْ. {عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ} [التوبة: 128] أَيْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ عَنَتُكُمْ، وَهُوَ دُخُولُ الْمَشَقَّةِ عَلَيْهِمْ وَالْمَكْرُوهِ وَالْأَذَى. {حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ} [التوبة: 128] يَقُولُ: حَرِيصٌ عَلَى هُدًى ضُلَّالِكُمْ وَتَوْبَتِهِمْ وَرُجُوعِهِمْ إِلَى الْحَقِّ {بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ} : أي رفيق {رَّحِيمٌ} [البقرة: 143] وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ. ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ
الصفحة 96