كتاب تفسير الطبري = جامع البيان ط هجر (اسم الجزء: 13)

حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثَنَا سَلَمَةُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، " {§وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ} [يوسف: 25] إِطْفِيرَ قَائِمًا عَلَى بَابِ الْبَيْتِ. {فَقَالَتْ} [القصص: 12] وَهَابَتْهُ: {مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا إِلَّا أَنْ يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [يوسف: 25] وَلَطَّخَتْهُ مَكَانَهَا بِالسَّيِّئَةِ فَرَقًا مِنْ أَنْ يَتَّهِمَهَا صَاحِبُهَا عَلَى الْقَبِيحِ فَقَالَ هُوَ، وَصَدَقَهُ الْحَدِيثَ: {هِيَ رَاوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي} [يوسف: 26] "
§وَقَوْلُهُ: {قَالَتْ مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا} [يوسف: 25] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: قَالَتِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ لِزَوْجِهَا لَمَّا أَلْفَيَاهُ عِنْدَ الْبَابِ، فَخَافَتْ أَنْ يَتَّهِمَهَا بِالْفُجُورِ: مَا ثَوَابُ رَجُلٍ أَرَادَ بِامْرَأَتِكَ الزِّنَا إِلَّا أَنْ يُسْجَنَ فِي السِّجْنِ أَوْ إِلَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ؟ يَقُولَ: مُوجِعٌ، وَإِنَّمَا قَالَ: {إِلَّا أَنْ يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [يوسف: 25] لِأَنَّ قَوْلَهُ: {إِلَّا أَنْ يُسْجَنَ} [يوسف: 25] بِمَعْنَى إِلَّا السِّجْنُ، فَعَطَفَ الْعَذَابَ عَلَيْهِ؛ وَذَلِكَ أَنَّ «أَنْ» وَمَا عَمِلَتْ فِيهِ بِمَنْزِلَةِ الِاسْمِ

الصفحة 103