كتاب تفسير الطبري = جامع البيان ط هجر (اسم الجزء: 13)

حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: ثَنَا شَبَابَةُ، قَالَ: ثَنَا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَوْلُهُ: " {§وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا} [يوسف: 26] قَمِيصُهُ مَشْقُوقٌ مِنْ دُبُرٍ، فَتِلْكَ الشَّهَادَةُ "
حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثَنَا الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، " {§وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا} [يوسف: 26] لَمْ يَكُنْ مِنَ الْإِنْسِ "
قَالَ: ثَنَا حَفْصٌ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: " {§وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا} [يوسف: 26] قَالَ: كَانَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ، وَلَمْ يَكُنْ إِنْسِيًّا " وَالصَّوَابُ مِنَ الْقَوْلِ فِي ذَلِكَ، قَوْلُ مَنْ قَالَ: كَانَ صَبِيًّا فِي الْمَهْدِ؛ لِلْخَبَرِ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ ذَكَرَ مَنْ تَكَلَّمَ فِي الْمَهْدِ، فَذَكَرَ أَنَّ أَحَدَهُمْ صَاحِبُ يُوسُفَ. فَأَمَّا مَا قَالَهُ مُجَاهِدٌ مِنْ أَنَّهُ الْقَمِيصُ الْمَقْدُودُ، فَمَا لَا مَعْنَى لَهُ؛ لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى ذِكْرُهُ أَخْبَرَ عَنِ الشَّاهِدِ الَّذِي شَهِدَ بِذَلِكَ أَنَّهُ مِنْ أَهْلِ الْمَرْأَةِ فَقَالَ: {وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا} [يوسف: 26] وَلَا يُقَالُ لِلْقَمِيصِ هُوَ مِنْ أَهْلِ الرَّجُلِ وَلَا الْمَرْأَةِ
§وَقَوْلُهُ: {إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ} [يوسف: 26] لِأَنَّ الْمَطْلُوبَ إِذَا كَانَ هَارِبًا فَإِنَّمَا يُؤْتَى مِنْ قِبَلِ دُبُرِهِ، فَكَانَ مَعْلُومًا أَنَّ الشِّقَّ لَوْ كَانَ -[112]- مِنْ قُبُلٍ لَمْ يَكُنْ هَارِبًا مَطْلُوبًا، وَلَكِنْ كَانَ يَكُونُ طَالِبًا مَدْفُوعًا، وَكَانَ يَكُونُ ذَلِكَ شَهَادَةٌ عَلَى كَذِبِهِ

الصفحة 111