كتاب تفسير الطبري = جامع البيان ط هجر (اسم الجزء: 13)

إِذَا مَاتَ مِنْهُمْ سَيِّدٌ قَامَ سَيِّدٌ ... فَدَانَتْ لَهُ أَهْلُ الْقُرَى وَالْكَنَائِسِ
فَقَالَ: «دَانَتْ لَهُ» ، وَالْخَبَرُ عَنْ أَهْلِ الْقُرَى، لِأَنَّ الْخَبَرَ عَنْهُمْ كَالْخَبَرِ عَنِ الْقُرَى. وَمَنْ قَالَ ذَلِكَ، لَمْ يَقُلْ: فَدَانَتْ لَهُ غُلَامُ هِنْدٍ، لِأَنَّ الْغُلَامَ لَوْ أُلْقِيَ مِنَ الْكَلَامِ لَمْ تَدُلْ هِنْدٌ عَلَيْهِ، كَمَا يَدُلُّ الْخَبَرُ عَنِ الْقَرْيَةِ عَلَى أَهْلِهَا. وَذَلِكَ أَنَّهُ لَوْ قِيلَ: فَدَانَتْ لَهُ الْقُرَى، كَانَ مَعْلُومًا أَنَّهُ خَبَرٌ عَنْ أَهْلِهَا، وَكَذَلِكَ بَعْضِ السَّيَّارَةِ، لَوْ أُلْقِيَ الْبَعْضُ، فَقِيلَ: تَلْتَقِطْهُ السَّيَّارَةُ، عُلِمَ أَنَّهُ خَبَرٌ عَنِ الْبَعْضِ أَوِ الْكَلِّ، وَدَلَّ عَلَيْهِ الْخَبَرُ عَنِ السَّيَّارَةِ
§الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {قَالُوا يَا أَبَانَا مَا لَكَ لَا تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ} [يوسف: 11] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: قَالَ إِخْوَةُ يُوسُفَ إِذْ تَآمَرُوا بَيْنَهُمْ، وَأَجْمَعُوا عَلَى الْفُرْقَةِ بَيْنَهُ وَبَيْنَ وَالِدِهِ يَعْقُوبَ لِوَالِدِهِمْ يَعْقُوبَ: {يَا أَبَانَا مَا لَكَ لَا تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ} [يوسف: 11] فَتَتْرُكُهُ مَعَنَا إِذَا نَحْنُ خَرَجْنَا خَارِجَ الْمَدِينَةِ إِلَى الصَّحْرَاءِ، {وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ} [يوسف: 11] نَحُوطُهُ وَنَكْلَؤُهُ
§الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [يوسف: 12] وَاخْتَلَفَتِ الْقُرَّاءُ فِي قِرَاءَةِ ذَلِكَ، فَقَرَأَتْهُ عَامَّةُ قُرَّاءِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ: (يَرْتَعِ وَيَلْعَبْ) بِكَسْرِ الْعَيْنِ مِنْ يَرْتَعِ، وَبِالْيَاءِ فِي يَرْتَعُ وَيَلْعَبُ، عَلَى مَعْنَى «

الصفحة 24