كتاب تفسير الطبري = جامع البيان ط هجر (اسم الجزء: 13)

§وَقَوْلُهُ: {وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ} [يوسف: 15] يَقُولُ: وَأَوْحَيْنَا إِلَى يُوسُفَ لَتُخْبِرَنَّ إِخْوَتَكَ بِأَمْرِهِمْ هَذَا؛ يَقُولُ: بِفِعْلِهِمْ هَذَا الَّذِي فَعلُوهُ بِكَ. {وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ} [الأعراف: 95] يَقُولُ: وَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ وَلَا يَدْرُونَ ثُمَّ اخْتَلَفَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ فِي الْمَعْنَى الَّذِي عَنَاهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِقَوْلِهِ: {وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ} [الأعراف: 95] فَقَالَ بَعْضُهُمْ: عَنَى بِذَلِكَ: أَنَّ اللَّهَ أَوْحَى إِلَى يُوسُفَ أَنْ يُوسُفَ سَيُنَبِّئُ إِخْوَتَهُ بِفِعْلِهِمْ بِهِ مَا فَعَلُوهُ مِنْ إِلْقَائِهِ فِي الْجُبِّ، وَبَيْعِهِمْ إِيَّاهُ، وَسَائِرِ مَا صَنَعُوا بِهِ مِنْ صَنِيعِهِمْ، وَإِخْوَتُهُ لَا يَشْعُرُونَ بِوَحْيِ اللَّهِ إِلَيْهِ بِذَلِكَ ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ:
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: ثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، قَالَ: ثَنَا عِيسَى، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، " {§وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ} [يوسف: 15] إِلَى يُوسُفَ "
حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ: ثَنَا أَبُو حُذَيْفَةَ، قَالَ: ثَنَا شِبْلٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: " {§وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هَذَا} [يوسف: 15] قَالَ: أَوْحَيْنَا إِلَى يُوسُفَ: لَتُنَبِّئَنَّ إِخْوَتَكَ "
قَالَ: ثَنَا إِسْحَاقُ، قَالَ: ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، عَنْ وَرْقَاءَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، " §فِي قَوْلِهِ: {وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ} [يوسف: 15] قَالَ: أَوْحَى إِلَى يُوسُفَ وَهُوَ فِي الْجُبِّ أَنْ سَيُنَبِّئَهُمْ بِمَا صَنَعُوا، وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ -[32]- بِذَلِكَ الْوَحْيِ "

الصفحة 31