كتاب تفسير الطبري = جامع البيان ط هجر (اسم الجزء: 13)

حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " {§وَجَاءُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ} قَالَ: لَمَّا أُتِيَ يَعْقُوبُ بِقَمِيصِ يُوسُفَ، فَلَمْ يَرَ فِيهِ خَرْقًا، قَالَ: كَذَبْتُمْ، لَوْ أَكَلَهُ السَّبْعُ لَخَرَقَ قَمِيصَهُ "
حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثَنَا إِسْحَاقُ الْأَزْرَقُ، وَيَعْلَى، عَنْ زَكَرِيَّا، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عَامِرٍ، قَالَ: " §كَانَ فِي قَمِيصِ يُوسُفَ ثَلَاثُ آيَاتٍ حِينَ جَاءُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ. قَالَ: وَقَالَ يَعْقُوبُ: لَوْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ لَخَرَقَ قَمِيصَهُ "
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: ثَنَا زَكَرِيَّا، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عَامِرٍ، قَالَ: إِنَّهُ كَانَ يَقُولُ: «§فِي قَمِيصِ يُوسُفَ ثَلَاثُ آيَاتٍ، حِينَ أُلْقِيَ عَلَى وَجْهِ أَبِيهِ فَارْتَدَّ بَصِيرًا، وَحِينَ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ، وَحِينَ جَاءُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ»
حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثَنَا أَبِي، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عَامِرٍ، قَالَ: " §كَانَ فِي قَمِيصِ يُوسُفَ ثَلَاثُ آيَاتٍ: الشِّقُّ، وَالدَّمُ، وَأَلْقَاهُ عَلَى وَجْهِ أَبِيهِ فَارْتَدَّ بَصِيرًا "
حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: ثَنَا أَبُو عَامِرٍ، قَالَ: ثَنَا قُرَّةُ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: " §لَمَّا جِيءَ بِقَمِيصِ يُوسُفَ إِلَى يَعْقُوبَ، فَرَأَى الدَّمَ وَلَمْ يَرَ الشَّقَّ، قَالَ: مَا عَهِدْتُ الذِّئْبَ حَلِيمًا " -[39]- قَالَ: ثَنَا حَمَّادُ بْنُ مَسْعَدَةَ، قَالَ: ثَنَا قُرَّةُ، عَنِ الْحَسَنِ، بِمِثْلِهِ فَإِنْ قَالَ قَائِلٌ: كَيْفَ قِيلَ: {بِدَمٍ كَذِبٍ} [يوسف: 18] وَقَدْ عَلِمْتَ أَنَّهُ كَانَ دَمًا لَا شَكَّ فِيهِ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ كَانَ دَمَ يُوسُفَ؟ قِيلَ. فِي ذَلِكَ مِنَ الْقَوْلِ وَجْهَانِ: أَحَدُهُمَا: أَنْ يَكُونَ قِيلَ {بِدَمٍ كَذِبٍ} [يوسف: 18] لِأَنَّهُ كَذَبَ فِيهِ كَمَا يُقَالُ: اللَّيْلَةَ الْهِلَالُ، وَكَمَا قِيلَ: {فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ} [البقرة: 16] وَذَلِكَ قَوْلٌ كَانَ بَعْضُ نَحْوِيِّي الْبَصْرَةِ يَقُولُهُ وَالْوَجْهُ الْآخَرُ: وَهُوَ أَنْ يُقَالَ: هُوَ مَصْدَرٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ، وَتَأْوِيلُهُ: وَجَاءُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ مَكْذُوبٌ، كَمَا يُقَالُ: مَا لَهُ عَقْلٌ وَلَا مَعْقُولٌ، وَلَا لَهُ جَلْدٌ وَلَا لَهُ مَجْلُودٌ. وَالْعَرَبُ تَفْعَلُ ذَلِكَ كَثِيرًا، تَضَعُ مَفْعُولًا فِي مَوْضِعِ الْمَصْدَرِ، وَالْمَصْدَرُ فِي مَوْضِعِ مَفْعُولِ، كَمَا قَالَ الرَّاعِي:
[البحر الكامل]
حَتَّى إِذَا لَمْ يَتْرُكُوا لِعِظَامِهِ ... لَحْمًا وَلَا لِفُؤَادِهِ مَعْقُولََا
وَذَلِكَ كَانَ يَقُولُهُ بَعْضُ نَحْوِيِّي الْكُوفَةِ

الصفحة 38