كتاب تفسير الطبري = جامع البيان ط هجر (اسم الجزء: 13)

قَالَ: أَخْبَرَنَا الثَّوْرِيُّ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، " §أَنْ يَعْقُوبَ النَّبِيَّ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ قَدْ سَقَطَ حَاجِبَاهُ، فَكَانَ يَرْفَعُهُمَا بِخِرْقَةٍ، فَقِيلَ لَهُ: مَا هَذَا؟ قَالَ: طُولُ الزَّمَانِ، وَكَثْرَةُ الْأَحْزَانِ. فَأَوْحَى اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِلَيْهِ: يَا يَعْقُوبُ أَتَشْكُونِي؟ قَالَ: يَا رَبِّ خَطِيئَةً أَخْطَأْتُهَا، فَاغْفِرْهَا لِي "
§وَقَوْلُهُ: {وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ} [يوسف: 18]
حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: ثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، " {§وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ} [يوسف: 18] : أَيْ عَلَى مَا تَكْذِبُونَ "
§الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَجَاءَتْ سَيَّارَةٌ فَأَرْسَلُوا وَارِدَهُمْ فَأَدْلَى دَلْوَهُ قَالَ يَا بُشْرَى هَذَا غُلَامٌ وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَعْمَلُونَ} [يوسف: 19] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: وَجَاءَتْ مَارَّةُ الطَّرِيقِ مِنَ الْمُسَافِرِينَ. {فَأَرْسَلُوا وَارِدَهُمْ} [يوسف: 19] وَهُوَ الَّذِي يَرِدُ الْمَنْهلَ وَالْمَنْزِلَ، وَوُرُودُهُ إِيَّاهُ: مَصِيرُهُ إِلَيْهِ وَدُخُولُهُ. {فَأَدْلَى دَلْوَهُ} [يوسف: 19] يَقُولُ: أَرْسَلَ دَلْوَهُ فِي الْبِئْرِ، يُقَالُ: دَلَّيْتُ الدَّلْوَ فِي الْبِئْرِ إِذَا أَرْسَلْتَهَا فِيهِ، فَإِذَا اسْتَقَيْتَ فِيهَا قُلْتَ: دَلَوْتُ أَدْلُو دَلْوًا. وَفِي الْكَلَامِ مَحْذُوفٌ اسْتَغْنَى بِدَلَالَةِ مَا ذُكِرَ عَلَيْهِ فَتُرِكَ، وَذَلِكَ: فَأَدْلَى دَلْوَهُ، فَتَعَلَّقَ بِهِ يُوسُفُ فَخَرَجَ، فَقَالَ الْمُدَلِّي: {يَا بُشْرَى هَذَا غُلَامٌ} [يوسف: 19] . -[43]- وَبِالَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ، جَاءَتِ الْأَخْبَارُ عَنْ أَهْلِ التَّأْوِيلِ ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ:

الصفحة 42