كتاب تفسير الطبري = جامع البيان ط هجر (اسم الجزء: 13)

حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: ثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلُهُ: " {§الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ} [يوسف: 1] إِي وَاللَّهِ، لَمُبِينٌ تَرْكِيبُهُ هُدَاهُ وَرُشْدَهُ "
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، فِي قَوْلِهِ: " {§الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ} [يوسف: 1] قَالَ: بَيَّنَ اللَّهُ رُشْدَهُ وَهُدَاهُ " وَقَالَ آخَرُونَ فِي ذَلِكَ بِمَا:
حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ عَمْرٍو السَّكُونِيُّ، قَالَ: ثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: ثَنَا ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ مُعَاذٍ، أَنَّهُ قَالَ فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: " {§الْكِتَابِ الْمُبِينِ} [يوسف: 1] قَالَ بَيَّنَ الْحُرُوفَ الَّتِي سَقَطَتْ عَنْ أَلْسُنِ الْأَعَاجِمِ، وَهِيَ سِتَّةُ أَحْرُفٍ " وَالصَّوَابُ مِنَ الْقَوْلِ فِي ذَلِكَ عِنْدِي أَنْ يُقَالَ: مَعْنَاهُ: هَذِهِ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ، لِمَنْ تَلَاهُ وَتَدَبَّرَ مَا فِيهِ مِنْ حَلَالِهِ وَحَرَامِهِ وَنَهْيِهِ وَسَائِرِ مَا حَوَاهُ مِنْ صُنُوفِ مَعَانِيهِ؛ لِأَنَّ اللَّهَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ أَخْبَرَ أَنَّهُ مُبِينٌ، وَلَمْ يَخُص إِبَانَتَهُ عَنْ بَعْضِ مَا فِيهِ دُونَ جَمِيعِهِ، فَذَلِكَ عَلَى جَمِيعِهِ، إِذْ كَانَ جَمِيعُهُ مُبِينًا عَمَّا فِيهِ
§الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} [يوسف: 2] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: إِنَّا أَنْزَلْنَا هَذَا الْكِتَابَ الْمُبِينَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا عَلَى الْعَرَبِ، لِأَنَّ لِسَانَهُمْ وَكَلَامَهُمْ عَرَبِيُّ، فَأَنْزَلْنَا هَذَا الْكِتَابَ بِلِسَانِهِمْ لِيَعْقِلُوهُ وَيَفْقَهُوا مِنْهُ، وَذَلِكَ -[7]- قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: {لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} [البقرة: 73]

الصفحة 6