كتاب تفسير الطبري = جامع البيان ط هجر (اسم الجزء: 13)
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، قَالَ: قَالَ الْحَسَنُ فِي قَوْلِهِ: {§وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ} [إبراهيم: 46] «مَا كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ»
حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى قَالَ: ثنا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ عَوْفٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: «§مَا كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ»
حَدَّثَنِي الْحَرْثُ قَالَ: ثنا الْقَاسِمُ قَالَ: ثنا حَجَّاجٌ، عَنْ هَارُونَ، عَنْ يُونُسَ وَعَمْرٍو، عَنِ الْحَسَنِ: {§وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ} [إبراهيم: 46] قَالَا: وَكَانَ الْحَسَنُ يَقُولُ: «وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لَأَوْهَنُ وَأَضْعَفُ مِنْ أَنْ تَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ»
قَالَ: قَالَ هَارُونُ: وَأَخْبَرَنِي يُونُسُ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: " §أَرْبَعٌ فِي الْقُرْآنِ: {وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ} [إبراهيم: 46] : «مَا كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ» ، وَقَوْلُهُ: {لَاتَّخَذْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا إِنْ كُنَّا فَاعِلِينَ} [الأنبياء: 17] : " مَا كُنَّا فَاعِلِينَ وَقَوْلُهُ: {إِنْ كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ} [الزخرف: 81] : " مَا كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ وَقَوْلُهُ: {وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيمَا إِنْ مَكَّنَّاكُمْ} [الأحقاف: 26] : «مَا مَكَّنَّاكُمْ فِيهِ»
قَالَ هَارُونُ: وَحَدَّثَنِي بِهِنَّ عَمْرُو بْنُ أَسْبَاطَ، عَنِ الْحَسَنِ، وَزَادَ فِيهِنَّ وَاحِدَةً: {فَإِنْ -[726]- كُنْتَ فِي شَكٍّ} [يونس: 94] : " §مَا كُنْتَ فِي شَكٍّ {مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ} [يونس: 94] " فَالْأَوْلَى مِنَ الْقَوْلِ بِالصَّوَابِ فِي تَأْوِيلِ الْآيَةِ، إِذْ كَانَتِ الْقِرَاءَةُ الَّتِي ذَكَرْتُ هِيَ الصَّوَابُ لِمَا بَيَّنَّا مِنَ الدَّلَالَةِ فِي قَوْلِهِ: {وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ، وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ} [إبراهيم: 46] وَقَدْ أَشْرَكَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ بِرَبِّهِمْ وَافْتَرَوْا عَلَيْهِ فِرْيَتَهُمْ عَلَيْهِ، وَعِنْدَ اللَّهِ عِلْمُ شِرْكِهِمْ بِهِ وَافْتِرَائِهِمْ عَلَيْهِ، وَهُوَ مُعَاقِبُهُمْ عَلَى ذَلِكَ عُقُوبَتَهُمُ الَّتِي هُمْ أَهْلُهَا، وَمَا كَانَ شِرْكُهُمْ وَفِرْيَتُهُمْ عَلَى اللَّهِ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ، بَلْ مَا ضَرُّوا بِذَلِكَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ، وَلَا عَادَتْ بُغْيَةٌ مَكْرُوهَةٌ إِلَّا عَلَيْهِمْ
الصفحة 725