كتاب تفسير الطبري = جامع البيان ط هجر (اسم الجزء: 15)

ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلُهُ {§وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ} [الكهف: 16] وَهِيَ فِي مُصْحَفِ عَبْدِ اللَّهِ: «وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ» هَذَا تَفْسِيرُهَا
§وَأَمَّا قَوْلُهُ: {فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ} [الكهف: 16] فَإِنَّهُ يَعْنِي بِهِ: فَصِيرُوا إِلَى غَارِ الْجَبَلِ الَّذِي يُسَمَّى بنجلوس {يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ} [الكهف: 16] يَقُولُ: يَبْسُطُ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ بِتَيْسِيرِهِ لَكُمُ الْمَخْرَجَ مِنَ الْأَمْرِ الَّذِي قَدْ رُمِيتُمْ بِهِ مِنَ الْكَافِرِ دقينوس وَطَلَبِهِ إِيَّاكُمْ لِعَرْضِكُمْ عَلَى الْفِتْنَةِ
§وَقَوْلُهُ: {فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ} [الكهف: 16] جَوَّابٌ لِإِذْ، كَأَنَّ مَعْنَى الْكَلَامِ: وَإِذِ اعْتَزَلْتُمْ أَيُّهَا الْقَوْمُ قَوْمَكُمْ، فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ، كَمَا يُقَالُ: إِذْ أَذْنَبْتَ فَاسْتَغْفِرِ اللَّهَ وَتُبْ إِلَيْهِ
§وَقَوْلُهُ: {وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرْفَقًا} [الكهف: 16] يَقُولُ: وَيُيَسِّرْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمُ الَّذِي أَنْتُمْ فِيهِ مِنَ الْغَمِّ وَالْكَرْبِ خَوْفًا مِنْكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ وَدِينَكُمْ مِرْفَقًا، وَيَعْنِي بِالْمِرْفَقِ: مَا تَرْتَفِقُونَ بِهِ مِنْ شَيْءٍ. وَفِي الْمِرْفَقِ مِنَ الْيَدِ وَغَيْرِ الْيَدِ لُغَتَانِ: كَسْرُ الْمِيمِ وَفَتْحُ الْفَاءِ، وَفَتْحُ الْمِيمِ وَكَسْرُ الْفَاءِ. وَكَانَ الْكِسَائِيُّ يُنْكِرُ فِي مَرْفِقِ الْإِنْسَانِ الَّذِي فِي

الصفحة 182