كتاب تفسير الطبري = جامع البيان ط هجر (اسم الجزء: 15)

وَوَجَدُوا إِخْوَتَهُمْ أَيْقَاظَا ... وَسَيْفُ غَيَّاظٍ لَهُمْ غَيَّاظَا
وَقَوْلُهُ: {وَهُمْ رُقُودٌ} [الكهف: 18] يَقُولُ: وَهُمْ نِيَامٌ. وَالرُّقُودُ: جَمْعُ رَاقِدٍ، كَالْجُلُوسِ: جَمْعُ جَالِسٍ، وَالْقُعُودُ: جَمْعُ قَاعِدٍ. وَقَوْلُهُ: {وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ} [الكهف: 18] يَقُولُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ: وَنُقَلِّبُ هَؤُلَاءِ الْفِتْيَةِ فِي رَقْدَتِهِمْ مَرَّةً لِلْجَنْبِ الْأَيْمَنِ، وَمَرَّةً لِلْجَنْبِ الْأَيْسَرِ، كَمَا:
حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلُهُ: {§وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ} [الكهف: 18] وَهَذَا التَّقْلِيبُ فِي رَقْدَتِهِمُ الْأُولَى. قَالَ: وَذُكِرَ لَنَا أَنَّ أَبَا عِيَاضٍ قَالَ: لَهُمْ فِي كُلِّ عَامٍ تَقْلِيبَتَانِ
حُدِّثْتُ عَنْ يَزِيدَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ حُسَيْنٍ، عَنْ يَعْلَى بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، {§وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ} [الكهف: 18] قَالَ: لَوْ أَنَّهُمْ لَا يُقَلَّبُونَ لَأَكَلَتْهُمُ الْأَرْضُ
§وَقَوْلُهُ: {وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ} [الكهف: 18] اخْتَلَفَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ فِي الَّذِي عَنَى اللَّهُ بِقَوْلِهِ: {وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ} [الكهف: 18] فَقَالَ بَعْضُهُمْ: هُوَ كَلْبٌ مِنْ كِلَابِهِمْ كَانَ مَعَهُمْ. وَقَدْ ذَكَرْنَا كَثِيرًا مِمَّنْ قَالَ ذَلِكَ فِيمَا مَضَى. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: كَانَ إِنْسَانًا مِنَ النَّاسِ -[192]- طَبَّاخًا لَهُمْ تَبِعَهُمْ. وَأَمَّا الْوَصِيدُ، فَإِنَّ أَهْلِ التَّأْوِيلِ اخْتَلَفُوا فِي تَأْوِيلِهِ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: هُوَ الْفِنَاءُ

الصفحة 191