كتاب تفسير الطبري = جامع البيان ط هجر (اسم الجزء: 16)

الِابْتِدَاءِ وَهِيَ فَصْلٌ، قَالَ:
[البحر الرجز]
أُمُّ الْحُلَيْسِ لَعَجُوزٌ شَهْرَبَهْ
قَالَ: وَزَعَمَ قَوْمٌ أَنَّهُ لَا يَجُوزُ، لِأَنَّهُ إِذَا خَفَّفَ نُونَ «إِنَّ» فَلَا بُدَّ لَهُ مِنْ أَنْ يُدْخِلَ «إِلَّا» فَيَقُولُ: إِنْ هَذَا إِلَّا سَاحِرَانِ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: وَالصَّوَابُ مِنَ الْقِرَاءَةَ فِي ذَلِكَ عِنْدَنَا: «إِنَّ» بِتَشْدِيدِ نُونِهَا، وَهَذَانِ بِالْأَلِفِ لِإِجْمَاعِ الْحُجَّةِ مِنَ الْقُرَّاءِ عَلَيْهِ، وَأَنَّهُ كَذَلِكَ هُوَ فِي خَطِّ الْمُصْحَفِ. وَوَجْهُهُ إِذَا قُرِئَ كَذَلِكَ مُشَابَهَتُهُ الَّذِينَ إِذْ زَادُوا عَلَى الَّذِي النُّونَ، وَأُقِرَّ فِي جَمِيعِ الْأَحْوَالِ الْإِعْرَابُ عَلَى حَالَةٍ وَاحِدَةٍ، فَكَذَلِكَ {إِنْ هَذَانِ} [طه: 63] زِيدَتْ عَلَى هَذَا نُونٌ وَأُقِرَّ فِي جَمِيعِ أَحْوَالِ الْإِعْرَابِ عَلَى حَالٍ وَاحِدَةٍ، وَهِيَ لُغَةُ الْحَارِثِ بْنِ كَعْبٍ، وَخَثْعَمٍ، وَزُبَيْدٍ، وَمَنْ وَلِيَهُمْ مِنْ قَبَائِلِ الْيَمَنِ
§وَقَوْلُهُ: {وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلَى} [طه: 63] يَقُولُ: وَيَغْلِبَا عَلَى سَادَاتِكُمْ وَأَشْرَافِكُمْ، يُقَالُ: هُوَ طَرِيقَةُ قَوْمِهِ وَنُظُورَةُ قَوْمِهِ، وَنَظِيرُتُهُمْ إِذَا كَانَ سَيِّدُهُمْ وَشَرِيفُهُمْ وَالْمَنْظُورُ إِلَيْهِ، يُقَالُ ذَلِكَ لِلْوَاحِدِ وَالْجَمْعِ، وَرُبَّمَا جَمَعُوا، فَقَالُوا: هَؤُلَاءِ طَرَائِقُ قَوْمِهِمْ، وَمِنْهُ قَوْلُ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا} [الجن: 11] وَهَؤُلَاءِ نَظَائِرُ قَوْمِهِمْ

الصفحة 101