كتاب تفسير الطبري = جامع البيان ط هجر (اسم الجزء: 16)

كَمَا: حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ، قَالَ: ثنا الْحُسَيْنُ، قَالَ: ثني حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، فِي قَوْلِهِ: {§وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِنًا قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُولَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَى} [طه: 75] قَالَ: عَدْنٌ
§وَقَوْلُهُ: {وَذَلِكَ جَزَاءُ مَنْ تَزَكَّى} [طه: 76] يَقُولُ: وَهَذِهِ الدَّرَجَاتُ الْعُلَى الَّتِي هِيَ جَنَّاتُ عَدْنٍ عَلَى مَا وَصَفَ جَلَّ جَلَالُهُ ثَوَابُ مَنْ تَزَكَّى، يَعْنِي: مَنْ تَطَهَّرَ مِنَ الذُّنُوبِ، فَأَطَاعَ اللَّهَ فِيمَا أَمَرَهُ، وَلَمْ يُدَنِّسْ نَفْسَهُ بِمَعْصِيَتِهِ فِيمَا نَهَاهُ عَنْهُ
§الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَلَقَدْ أَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقًا فِي الْبَحْرِ يَبَسًا لَا تَخَافُ دَرَكًا وَلَا تَخْشَى} [طه: 77] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: {وَلَقَدْ أَوْحَيْنَا إِلَى} [طه: 77] نَبِيِّنَا مُوسَى إِذْ تَابَعْنَا لَهُ الْحُجَجَ عَلَى فِرْعَوْنَ، فَأَبَى أَنْ يَسْتَجِيبَ لِأَمْرِ رَبِّهِ، وَطَغَى وَتَمَادَى فِي طُغْيَانِهِ {أَنْ أَسْرِ} [طه: 77] لَيْلًا {بِعِبَادِي} [طه: 77] يَعْنِي بِعِبَادِي مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ. {فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقًا فِي الْبَحْرِ يَبَسًا} [طه: 77] . يَقُولُ: فَاتَّخَذَ لَهُمْ فِي الْبَحْرِ طَرِيقًا يَابِسًا. وَالْيَبَسُ وَالْيَبْسُ: يُجْمَعُ أَيْبَاسٌ، تَقُولُ: وَقَفُوا فِي أَيْبَاسٍ مِنَ الْأَرْضِ. وَالْيَبْسُ الْمُخَفَّفُ: يُجْمَعُ يُبُوسٌ. وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ، قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ

الصفحة 120