كتاب تفسير الطبري = جامع البيان ط هجر (اسم الجزء: 16)
§الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَمَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَى وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى} [طه: 82] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: وَمَنْ يَجِبْ عَلَيْهِ غَضَبِي، فَيَنْزِلُ بِهِ فَقَدْ هَوَى، يَقُولُ فَقَدْ تَرَدَّى فَشَقِيَ،
كَمَا: حَدَّثَنِي عَلِيٌّ، قَالَ: ثنا أَبُو صَالِحٍ، قَالَ: ثني مُعَاوِيَةُ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَوْلُهُ: {§فَقَدْ هَوَى} [طه: 81] يَقُولُ: فَقَدْ شَقِيَ
§وَقَوْلُهُ: {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ} [طه: 82] يَقُولُ: وَإِنِّي لَذُو غُفْرٍ لِمَنْ تَابَ مِنْ شِرْكِهِ، فَرَجَعَ مِنْهُ إِلَى الْإِيمَانِ لِي وَآمَنَ، يَقُولُ: وَأَخْلَصَ لِي الْأُلُوهَةَ، وَلَمْ يُشْرِكْ فِي عِبَادَتِهِ إِيَّايَ غَيْرِي {وَعَمِلَ صَالِحًا} [البقرة: 62] يَقُولُ: وَأَدَّى فَرَائِضِي الَّتِي افْتَرَضْتُهَا -[127]- عَلَيْهِ، وَاجْتَنَبَ مَعَاصِيَّ {ثُمَّ اهْتَدَى} [طه: 82] يَقُولُ: ثُمَّ لَزِمَ ذَلِكَ، فَاسْتَقَامَ وَلَمْ يُضَيِّعْ شَيْئًا مِنْهُ. وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى} [طه: 82] قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ
الصفحة 126