كتاب تفسير الطبري = جامع البيان ط هجر (اسم الجزء: 16)

حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: ثنا عَمْرٌو، قَالَ: ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ، {§وَلَكِنَّا حُمِّلْنَا أَوْزَارًا مِنْ زِينَةِ الْقَوْمِ} [طه: 87] يَقُولُ: مِنْ حُلِيِّ الْقِبْطِ
حَدَّثَنِي يُونُسُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ زَيْدٍ، فِي قَوْلِهِ: {§وَلَكِنَّا حُمِّلْنَا أَوْزَارًا مِنْ زِينَةِ الْقَوْمِ} [طه: 87] قَالَ: الْحُلِيُّ الَّذِي اسْتَعَارُوهُ وَالثِّيَابُ لَيْسَتْ مِنَ الذُّنُوبِ فِي شَيْءٍ، لَوْ كَانَتِ الذُّنُوبُ كَانَتْ حَمَلْنَاهَا نَحْمِلُهَا، فَلَيْسَتْ مِنَ الذُّنُوبِ فِي شَيْءٍ وَاخْتَلَفَتِ الْقُرَّاءُ فِي قِرَاءَةِ ذَلِكَ، فَقَرَأَ عَامَّةُ قُرَّاءِ الْمَدِينَةِ وَبَعْضُ الْمَكِّيِّينَ: {حُمِّلْنَا} [الإسراء: 3] بِضَمِّ الْحَاءِ وَتَشْدِيدِ الْمِيمِ بِمَعْنَى أَنَّ مُوسَى يُحَمِّلُهُمْ ذَلِكَ. وَقَرَأَتْهُ عَامَّةُ قُرَّاءِ الْكُوفَةِ وَالْبَصْرَةِ وَبَعْضُ الْمَكِّيِّينَ: (حَمَلْنَا) بِتَخْفِيفِ الْحَاءِ وَالْمِيمِ وَفَتْحِهِمَا، بِمَعْنَى أَنَّهُمْ حَمَلُوا ذَلِكَ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُكَلِّفَهُمْ حَمْلَهُ أَحَدٌ. قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: وَالْقَوْلُ عِنْدِي فِي تَأْوِيلِ ذَلِكَ أَنَّهُمَا قِرَاءَتَانِ مَشْهُورَتَانِ مُتَقَارِبَتَا الْمَعْنَى، لِأَنَّ -[138]- الْقَوْمَ حُمِّلُوا، وَأَنَّ مُوسَى قَدْ أَمَرَهُمْ بِحَمْلِهِ، فَبِأَيَّتِهِمَا قَرَأَ الْقَارِئُ فَمُصِيبٌ الصَّوَابَ

الصفحة 137