كتاب تفسير الطبري = جامع البيان ط هجر (اسم الجزء: 16)

ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ، قَالَ: ثنا الْحُسَيْنُ، قَالَ: ثني حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، {§وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي} [طه: 39] قَالَ: أَنْتَ بِعَيْنَيَّ إِذْ جَعَلَتْكَ أُمُّكَ فِي التَّابُوتِ، ثُمَّ فِي الْبَحْرِ، وَ {إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ} [طه: 40] وَقَرَأَ ابْنُ نَهِيكٍ: «وَلِتَصْنَعَ» بِفَتْحِ التَّاءِ وَتَأَوَّلَهُ
كَمَا: حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ وَاضِحٍ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الْمُؤْمِنِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا نَهِيكٍ، §يَقْرَأُ «وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي» فَسَأَلْتُهُ عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: وَلْتُعْمَلَ عَلَى عَيْنِي قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: وَالْقِرَاءَةُ الَّتِي لَا أَسْتَجِيزُ الْقِرَاءَةَ بِغَيْرِهَا {وَلِتُصْنَعَ} [طه: 39] بِضَمِّ التَّاءِ، لِإِجْمَاعِ الْحُجَّةِ مِنَ الْقُرَّاءِ عَلَيْهَا. وَإِذَا كَانَ ذَلِكَ كَذَلِكَ، فَأَوْلَى التَّأْوِيلَيْنِ بِهِ التَّأْوِيلُ الَّذِي تَأَوَّلَهُ قَتَادَةُ، وَهُوَ: {وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي} [طه: 39] وَلِتُغَذَّى عَلَى عَيْنِي، أَلْقَيْتُ عَلَيْكَ الْمَحَبَّةَ مِنِّي. وَعَنَى بِقَوْلِهِ: {عَلَى عَيْنِي} [طه: 39] بِمَرْأًى مِنِّي وَمَحَبَّةً وَإِرَادَةً
§وَقَوْلُهُ: {إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ فَتَقُولُ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى مَنْ يَكْفُلُهُ} [طه: 40] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: حِينَ تَمْشِي أُخْتُكَ تَتْبَعُكَ حَتَّى وَجَدَتْكَ، ثُمَّ تَأْتِي مَنْ يَطْلُبُ الْمَرَاضِعَ لَكَ، فَتَقُولُ: هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى مَنْ يَكْفُلُهُ؟ وَحُذِفَ مِنَ الْكَلَامِ مَا ذَكَرْتُ بَعْدَ قَوْلِهِ {إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ} [طه: 40] اسْتِغْنَاءً بِدَلَالَةِ الْكَلَامِ عَلَيْهِ. -[61]- وَإِنَّمَا قَالَتْ أُخْتُ مُوسَى ذَلِكَ لَهُمْ لِمَا:

الصفحة 60