كتاب تفسير الطبري = جامع البيان ط هجر (اسم الجزء: 16)

لَخَيْرٍ أَوْ شَرٍّ؛ يُقَالُ: إِنَّ لِفُلَانٍ مَنْسَكًا يَعْتَادُهُ: يُرَادُ مَكَانًا يَغْشَاهُ وَيَأْلَفُهُ لَخَيْرٍ أَوْ شَرٍّ. وَإِنَّمَا سُمِّيَتْ مَنَاسِكُ الْحَجِّ بِذَلِكَ، لِتَرَدُّدِ النَّاسِ إِلَى الْأَمَاكِنِ الَّتِي تُعْمَلُ فِيهَا أَعْمَالُ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ. وَفِيهِ لُغَتَانِ: (مَنْسِكٌ) : بِكَسْرِ السِّينِ وَفَتْحِ الْمِيمِ، وَذَلِكَ مِنْ لُغَةِ أَهْلِ الْحِجَازِ، وَ: (مَنْسَكٌ) : بِفَتْحِ الْمِيمِ وَالسِّينِ جَمِيعًا، وَذَلِكَ مِنْ لُغَةِ أَسَدٍ وَقَدْ قُرِئَ بِاللُّغَتَيْنِ جَمِيعًا. وَقَدِ اخْتَلَفَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ فِي الْمَعْنِيِّ بِقَوْلِهِ: {لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا} [الحج: 67] أَيُّ الْمَنَاسِكِ عُنِيَ بِهِ؟ فَقَالَ بَعْضُهُمْ: عُنِيَ بِهِ: عِيدُهُمُ الَّذِي يَعْتَادُونَهُ
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنِي عَلِيُّ، قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: ثني مُعَاوِيَةُ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، " §قَوْلُهُ: {لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا هُمْ نَاسِكُوهُ} [الحج: 67] يَقُولُ: عِيدًا " وَقَالَ آخَرُونَ: عُنِيَ بِهِ ذَبْحٌ يَذْبَحُونَهُ , وَدَمٌ يُهْرِيقُونَهُ
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنِي أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثنا ابْنُ يَمَانٍ، قَالَ: ثنا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، فِي قَوْلِهِ: {لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا هُمْ نَاسِكُوهُ} [الحج: 67] قَالَ: «§إِرَاقَةُ الدَّمِ بِمَكَّةَ»

الصفحة 626