كتاب تفسير الطبري = جامع البيان ط هجر (اسم الجزء: 16)
حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ قَالَ: ثنا الْحُسَيْنُ قَالَ: ثني حَجَّاجٌ قَالَ: قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ مُجَاهِدٌ: " {§مِنْ قَبْلُ} [البقرة: 25] قَالَ: فِي الْكُتُبِ كُلِّهَا. وَالذِّكْرُ {وَفِي هَذَا} [الحج: 78] يَعْنِي الْقُرْآنَ "
§وَقَوْلُهُ: {لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ} [الحج: 78] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: اجْتَبَاكُمُ اللَّهُ وَسَمَّاكُمْ أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَآيَاتِهِ، مِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُسْلِمَينَ، لِيَكُونَ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِأَنَّهُ قَدْ بَلَّغَكُمْ مَا أُرْسِلَ بِهِ إِلَيْكُمْ، وَتَكُونُوا أَنْتُمْ شُهَدَاءَ حِينَئِذٍ عَلَى الرُّسُلِ أَجْمَعِينَ أَنَّهُمْ قَدْ بَلَّغُوا أُمَمَهُمْ مَا أَرْسِلُوا بِهِ إِلَيْهِمْ. وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: ثنا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ: {هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ} [الحج: 78] قَالَ: " §اللَّهُ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ. {وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ} [الحج: 78] بِأَنَّهُ بَلَّغَكُمْ. {وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ} [الحج: 78] أَنَّ رُسُلَهُمْ قَدْ بَلَّغَتْهُمْ "
وَبِهِ عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: " §أُعْطَيَتْ هَذِهِ الْأُمَّةُ مَا لَمْ يُعْطَهُ إِلَّا نَبِيُّ، كَانَ يُقَالُ لِلنَّبِيِّ: -[648]- اذْهَبْ فَلَيْسَ عَلَيْكَ حَرَجٌ وَقَالَ اللَّهُ: {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ} [الحج: 78] وَكَانَ يُقَالُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنْتَ شَهِيدٌ عَلَى قَوْمِكَ وَقَالَ اللَّهُ {لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ} [البقرة: 143] وَكَانَ يُقَالُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: سَلْ تُعْطَهْ وَقَالَ اللَّهُ: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر: 60] "
الصفحة 647