كتاب تفسير الطبري = جامع البيان ط هجر (اسم الجزء: 16)
§الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {قَالَ أَجِئْتَنَا لِتُخْرِجَنَا مِنْ أَرْضِنَا بِسِحْرِكَ يَا مُوسَى فَلَنَأْتِيَنَّكَ بِسِحْرٍ مِثْلِهِ فَاجْعَلْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ مَوْعِدًا لَا نُخْلِفُهُ نَحْنُ وَلَا أَنْتَ مَكَانًا سُوًى} [طه: 58] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: قَالَ فِرْعَوْنُ لَمَّا أَرَيْنَاهُ آيَاتِنَا كُلَّهَا لِرَسُولِنَا مُوسَى: أَجِئْتَنَا يَا مُوسَى لِتُخْرِجَنَا مِنْ مَنَازِلِنَا وَدُورِنَا بِسِحْرِكَ هَذَا الَّذِي جِئْتَنَا بِهِ {فَلَنَأْتِيَنَّكَ بِسِحْرٍ مِثْلِهِ فَاجْعَلْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ مَوْعِدًا} [طه: 58] لَا نَتَعَدَّاهُ، لِنَجِيءَ بِسَحْرٍ مِثْلِ الَّذِي جِئْتَ بِهِ، فَنَنْظُرَ أَيُّنَا يَغْلِبَ صَاحِبَهُ، لَا نُخْلِفُ ذَلِكَ الْمَوْعِدَ {نَحْنُ وَلَا أَنْتَ مَكَانًا سُوًى} [طه: 58] يَقُولُ: بِمَكَانٍ عَدْلٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ وَنِصْفٌ. وَقَدِ اخْتَلَفَتِ الْقُرَّاءُ فِي قِرَاءَةِ ذَلِكَ، فَقَرَأَتْهُ عَامَّةُ قُرَّاءِ الْحِجَازِ وَالْبَصْرَةِ وَبَعْضُ الْكُوفِيِّينَ: (مَكَانًا سِوًى) بِكَسْرِ السِّينِ، وَقَرَأَتْهُ عَامَّةُ قُرَّاءِ الْكُوفَةِ: {مَكَانًا سُوًى} [طه: 58] بِضَمِّهَا. قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: وَالصَّوَابُ مِنَ الْقَوْلِ فِي ذَلِكَ عِنْدَنَا، أَنَّهُمَا لُغَتَانِ، أَعْنِي
الصفحة 88