كتاب تفسير الطبري = جامع البيان ط هجر (اسم الجزء: 16)

ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا سَلَمَةُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حُدِّثْتُ عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ، قَالَ: §جَمَعَ كُلُّ سَاحِرٍ حِبَالَهُ وَعِصِيَّهُ، وَخَرَجَ مُوسَى مَعَهُ أَخُوهُ يَتَّكِئُ عَلَى عَصَاهُ، حَتَّى أَتَى الْمَجْمَعَ، وَفِرْعَوْنُ فِي مَجْلِسِهِ، مَعَهُ أَشْرَافُ أَهْلِ مَمْلَكَتِهِ، قَدِ اسْتَكَفَّ لَهُ النَّاسُ، فَقَالَ مُوسَى لِلسَّحَرَةِ حِينَ جَاءَهُمْ: {وَيْلَكُمْ لَا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى} [طه: 61] فَتَرَادَّ السَّحَرَةُ بَيْنَهُمْ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: مَا هَذَا بِقَوْلِ سَاحِرٍ. وَقَوْلُهُ: {وَأَسَرُّوا النَّجْوَى} [طه: 62] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: وَأَسَرُّوا السَّحَرَةُ الْمُنَاجَاةَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ اخْتَلَفَ أَهْلُ الْعِلْمِ فِي السِّرَارِ الَّذِي أَسَرُّوهُ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: هُوَ قَوْلُ بَعْضِهِمْ لِبَعْضٍ: إِنْ كَانَ هَذَا سَاحِرًا فَإِنَّا سَنَغْلِبُهُ، وَإِنْ كَانَ مِنْ أَمْرِ السَّمَاءِ فَإِنَّهُ سَيَغْلِبُنَا
وَقَالَ آخَرُونَ فِي ذَلِكَ مَا: حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا سَلَمَةُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حُدِّثْتُ عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ، قَالَ: §أَشَارَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ بِتَنَاجٍ: {إِنْ هَذَانِ -[97]- لَسَاحِرَانِ يُرِيدَانِ أَنْ يُخْرِجَاكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِمَا} [طه: 63]

الصفحة 96