كتاب تفسير الطبري = جامع البيان ط هجر (اسم الجزء: 16)

رَأَيْتُ كُلِي الرَّجُلَيْنِ، وَمَرَرْتُ بِكُلِي الرَّجُلَيْنِ، وَهِيَ قَبِيحَةُ قَلِيلَةُ مَضَوْا عَلَى الْقِيَاسِ. قَالَ: وَالْوَجْهُ الْآخَرُ أَنْ تَقُولَ: وَجَدْتُ الْأَلِفَ مِنْ هَذَا دِعَامَةً، وَلَيْسَتْ بِلَامِ «فَعَلَى» فَلَمَّا بُنِيَتْ زِدْتُ عَلَيْهَا نُونًا، ثُمَّ تَرَكْتُ الْأَلِفَ ثَابِتَةً عَلَى حَالِهَا لَا تَزُولُ بِكُلِّ حَالٍ، كَمَا قَالَتِ الْعَرَبُ الَّذِي، ثُمَّ زَادُوا نُونًا تَدُلُّ عَلَى الْجَمْعِ، فَقَالُوا: الَّذِينَ فِي رَفْعِهِمْ وَنَصْبِهِمْ وَخَفْضِهِمْ، كَمَا تَرَكُوا هَذَانِ فِي رَفَعِهِ وَنَصْبِهِ وَخَفْضِهِ. قَالَ: وَكَانَ الْقِيَاسُ أَنْ يَقُولُوا: الذُّونَ. وَقَالَ آخَرُ مِنْهُمْ: ذَلِكَ مِنَ الْجَزْمِ الْمُرْسَلِ، وَلَوْ نُصِبَ لَخَرَجَ إِلَى الِانْبِسَاطِ
وَحُدِّثْتُ عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ مَعْمَرِ بْنِ الْمُثَنَّى، قَالَ: قَالَ أَبُو عَمْرٍو وَعِيسَى بْنُ عُمَرَ وَيُونُسَ، §إِنْ هَذَيْنِ لَسَاحِرَانِ فِي اللَّفْظِ، وَكُتِبَ «هِذَانِ» كَمَا يُرِيدُونَ الْكِتَابَ، وَاللَّفْظُ صَوَابٌ
قَالَ: §وَزَعَمَ أَبُو الْخَطَّابِ أَنَّهُ سَمِعَ قَوْمًا مِنْ بَنِي كِنَانَةَ وَغَيْرِهِمْ، يَرْفَعُونَ الِاثْنَيْنِ فِي مَوْضِعِ الْجَرِّ وَالنَّصْبِ
قَالَ: وَقَالَ بِشْرُ بْنُ هِلَالٍ: §إِنْ بِمَعْنَى الِابْتِدَاءِ وَالْإِيجَابِ. أَلَا تَرَى أَنَّهَا

الصفحة 99