كتاب تفسير الطبري = جامع البيان ط هجر (اسم الجزء: 17)

ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ حَدَّثَنِي يُونُسُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ زَيْدٍ، فِي قَوْلِهِ: {§وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ} [المؤمنون: 97] قَالَ: هَمَزَاتُ الشَّيَاطِينِ: خَنْقُهُمُ النَّاسَ، فَذَلِكَ هَمَزَاتُهُمْ "
§وَقَوْلُهُ: {وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ} [المؤمنون: 98] يَقُولُ: وَقُلْ أَسْتَجِيرُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ فِي أُمُورِي
كَالَّذِي: حَدَّثَنِي يُونُسُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ زَيْدٍ، فِي قَوْلِهِ: {§وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ} [المؤمنون: 98] «فِي شَيْءٍ مِنْ أَمْرِي»
§الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ} [المؤمنون: 100] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَ هَؤُلَاءِ الْمُشْرِكِينَ الْمَوْتُ، وَعَايَنَ نُزُولَ -[107]- أَمْرِ اللَّهِ بِهِ قَالَ لِعَظِيمِ مَا يُعَايِنُ مِمَّا يَقْدَمُ عَلَيْهِ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ تَنَدُّمًا عَلَى مَا فَاتَ , وَتَلَهُّفًا عَلَى مَا فَرَّطَ فِيهِ قَبْلَ ذَلِكَ مِنْ طَاعَةِ اللَّهِ , وَمَسْأَلَتِهِ لِلْإِقَالَةِ: {رَبِّ ارْجِعُونِ} [المؤمنون: 99] إِلَى الدُّنْيَا فَرُدُّونِي إِلَيْهَا، {لِعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا} [المؤمنون: 100] يَقُولُ: كَيْ أَعْمَلَ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ قَبْلَ الْيَوْمِ مِنَ الْعَمَلِ فَضَيَّعْتُهُ وَفَرَّطْتُ فِيهِ وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ

الصفحة 106