كتاب تفسير الطبري = جامع البيان ط هجر (اسم الجزء: 17)

وَقَالَ: قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: بَلَغَنَا " §أَنَّ أَهْلَ النَّارِ نَادَوْا خَزَنَةَ جَهَنَّمَ: أَنِ {ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِنَ الْعَذَابِ} [غافر: 49] , فَلَمْ يُجِيبُوهُمْ مَا شَاءَ اللَّهُ؛ فَلَمَّا أَجَابُوهُمْ بَعْدَ حِينٍ قَالُوا: {ادْعُوا وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ} , قَالَ: ثُمَّ نَادَوْا مَالِكًا: {يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ} [الزخرف: 77] فَسَكَتَ عَنْهُمْ مَالِكٌ خَازِنُ جَهَنَّمَ أَرْبَعِينَ سَنَةً، ثُمَّ أَجَابَهُمْ فَقَالَ: {إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ} [الزخرف: 77] , ثُمَّ نَادَى الْأَشْقِيَاءُ رَبَّهُمْ، فَقَالُوا: {رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًا ضَالِّينَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ} [المؤمنون: 107] فَسَكَتَ عَنْهُمْ مِثْلَ مِقْدَارِ الدُّنْيَا، ثُمَّ أَجَابَهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ} "
قَالَ: ثني حَجَّاجٌ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: " §يُنَادِي أَهْلُ النَّارِ أَهْلَ الْجَنَّةِ فَلَا يُجِيبُونَهُمْ مَا شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ يَقُولُ: أَجِيبُوهُمْ وَقَدْ قَطَعَ الرَّحِمَ وَالرَّحْمَةَ. فَيَقُولُ أَهْلُ الْجَنَّةِ: يَا أَهْلَ النَّارِ عَلَيْكُمْ غَضَبُ اللَّهِ يَا أَهْلَ النَّارِ عَلَيْكُمْ لَعْنَةُ اللَّهِ يَا أَهْلَ النَّارِ، لَا لَبَّيْكُمْ , وَلَا سَعْدَيْكُمْ مَاذَا تَقُولُونَ؟ فَيَقُولُونَ: أَلَمْ نَكُ فِي الدُّنْيَا آبَاءَكُمْ وَأَبْنَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ وَعَشِيرَتَكُمْ؟ فَيَقُولُونَ: بَلَى. فَيَقُولُونَ: {أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ} [الأعراف: 50] "

الصفحة 118