كتاب تفسير الطبري = جامع البيان ط هجر (اسم الجزء: 17)

حَدَّثَنِي يُونُسُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ زَيْدٍ، فِي قَوْلِهِ: {§فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ} [المؤمنون: 7] قَالَ: «الَّذِينَ يَتَعَدُّونَ الْحَلَالَ إِلَى الْحَرَامِ»
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: ثنا جَرِيرٌ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ فِي قَوْلِهِ: " {§فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ} [المؤمنون: 7] قَالَ: مَنْ زَنَى فَهُوَ عَادٍ "
§الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَالَّذِينَ هُمْ لَأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ} [المؤمنون: 9] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: {وَالَّذِينَ هُمْ لَأَمَانَاتِهِمْ} [المؤمنون: 8] الَّتِي ائْتُمِنُوا عَلَيْهَا , وَعَهْدِهِمْ، وَهُوَ عُقُودُهُمُ الَّتِي عَاقَدُوا النَّاسَ {رَاعُونَ} [المؤمنون: 8] يَقُولُ: حَافِظُونَ لَا يُضَيِّعُونَ، وَلَكِنَّهُمْ يُوفُونَ بِذَلِكَ كُلِّهِ وَاخْتَلَفَتِ الْقُرَّاءُ فِي قِرَاءَةِ ذَلِكَ، فَقَرَأَتْهُ عَامَّةُ قُرَّاءِ الْأَمْصَارِ إِلَّا ابْنَ كَثِيرٍ: {وَالَّذِينَ هُمْ لَأَمَانَاتِهِمْ} [المؤمنون: 8] عَلَى الْجَمْعِ. وَقَرَأَ ذَلِكَ ابْنُ كَثِيرٍ: (لَأَمَانَتِهِمْ) عَلَى الْوَاحِدَةِ. وَالصَّوَابُ مِنَ الْقِرَاءَةِ فِي ذَلِكَ عِنْدَنَا: {لِأَمَانَاتِهِمْ} [المؤمنون: 8] لِإِجْمَاعِ الْحُجَّةِ مِنَ الْقُرَّاءِ عَلَيْهَا
§قَوْلُهُ {وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ} [المؤمنون: 9] يَقُولُ: وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى أَوْقَاتِ -[14]- صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ، فَلَا يُضَيِّعُونَهَا وَلَا يَشْتَغِلُونَ عَنْهَا حَتَّى تَفُوتَهُمْ، وَلَكِنَّهُمْ يُرَاعُونَهَا حَتَّى يُؤَدُّوهَا فِيهَا وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ

الصفحة 13