كتاب تفسير الطبري = جامع البيان ط هجر (اسم الجزء: 17)

كَمَا: حَدَّثَنِي عَلِيُّ، قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: ثني مُعَاوِيَةُ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَوْلُهُ: {§تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ} [المؤمنون: 20] يَقُولُ: «هُوَ الزَّيْتُ يُؤْكَلُ وَيُدْهَنُ بِهِ»
§وَقَوْلُهُ: {وَصِبْغٍ لِلْآكِلِينَ} [المؤمنون: 20] يَقُولُ: تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وَبِصِبْغٍ لِلْآكِلِينَ، يَصْطَبِغُ بِالزَّيْتِ الَّذِينَ يَأْكُلُونَهُ
كَمَا: حَدَّثَنِي يُونُسُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ زَيْدٍ فِي قَوْلِهِ: {§وَصِبْغٍ لِلْآكِلِينَ} [المؤمنون: 20] قَالَ: «هَذَا الزَّيْتُونُ صِبْغٌ لِلْآكِلِينَ، يَأْتُدِمُونَ بِهِ وَيَصْطَبِغُونَ بِهِ» قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: فَالصِّبْغُ عَطْفٌ عَلَى الدُّهْنِ
§الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهَا وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ وَعَلَيْهَا وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ} [المؤمنون: 22] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: {وَإِنَّ لَكُمْ} [النحل: 66] أَيُّهَا النَّاسُ , {فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً} [النحل: 66] تَعْتَبِرُونَ بِهَا، فَتَعْرِفُونَ بِهَا أَيَادِيَ اللَّهِ عِنْدَكُمْ , وَقُدْرَتَهُ عَلَى مَا يَشَاءُ، وَأَنَّهُ الَّذِي لَا يَمْتَنِعُ عَلَيْهِ شَيْءٌ أَرَادَهُ وَلَا يُعْجِزُهُ شَيْءٌ شَاءَهُ {نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهَا} [المؤمنون: 21] مِنَ اللَّبَنِ الْخَارِجِ مِنْ بَيْنِ الْفَرْثِ وَالدَّمِ. {وَلَكُمْ} [البقرة: 36] مَعَ ذَلِكَ {فِيهَا} [البقرة: 25] يَعْنِي: فِي الْأَنْعَامِ، {مَنَافِعُ كَثِيرَةٌ} [المؤمنون: 21] وَذَلِكَ كَالْإِبِلِ الَّتِي يُحْمَلُ عَلَيْهَا , وَيُرْكَبُ ظَهْرُهَا , وَيُشْرَبُ دَرُّهَا. {وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ} [النحل: 5] يَعْنِي: مِنْ لُحُومِهَا تَأْكُلُونَ
§وَقَوْلُهُ: {وَعَلَيْهَا وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ} [المؤمنون: 22] يَقُولُ: وَعَلَى الْأَنْعَامِ وَعَلَى السُّفُنِ -[34]- تُحْمَلُونَ، عَلَى هَذِهِ فِي الْبَرِّ , وَعَلَى هَذِهِ فِي الْبَحْرِ

الصفحة 33