كتاب تفسير الطبري = جامع البيان ط هجر (اسم الجزء: 17)

§وَقَوْلُهُ: {إِنْ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا} [الأنعام: 29] يَقُولُ: مَا حَيَاةٌ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا الَّتِي نَحْنُ فِيهَا {نَمُوتُ وَنَحْيَا} [المؤمنون: 37] يَقُولُ: تَمُوتُ الْأَحْيَاءُ مِنَّا , فَلَا تَحْيَا , وَيُحْدَثُ آخَرُونَ مِنَّا فَيُولَدُونَ أَحْيَاءً. {وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ} [الأنعام: 29] يَقُولُ: قَالُوا: وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ بَعْدَ الْمَمَاتِ
كَمَا حَدَّثَنِي يُونُسُ، قَالَ: أَحْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: قَالَ ابْنُ زَيْدٍ، فِي قَوْلِهِ: §إِنْ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ قَالَ: " يَقُولُ: لَيْسَ آخِرَةٌ وَلَا بَعْثٌ، يَكْفُرُونَ بِالْبَعْثِ، يَقُولُونَ: إِنَّمَا هِيَ حَيَاتُنَا هَذِهِ , ثُمَّ نَمُوتُ وَلَا نَحْيَا، يَمُوتُ هَؤُلَاءِ , وَيَحْيَا هَؤُلَاءِ، يَقُولُونَ: إِنَّمَا النَّاسُ كَالزَّرْعِ , يُحْصَدُ هَذَا , وَيَنْبُتُ هَذَا: يَقُولُونَ: يَمُوتُ هَؤُلَاءِ , وَيَأْتِي آخَرُونَ. وَقَرَأَ: وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ نَدُلُّكُمْ عَلَى رَجُلًٍ يُنَبِّئُكُمْ إِذَا مُزِّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّكُمْ لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ , وَقَرَأَ: لَا تَأْتِينَا السَّاعَةُ قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ "

الصفحة 44