كتاب تفسير الطبري = جامع البيان ط هجر (اسم الجزء: 17)

مَا حَدَّثَنِي يُونُسُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ زَيْدٍ، وَقَوْلُهُ: {§وَكَانُوا قَوْمًا عَالِينَ} [المؤمنون: 46] قَالَ: «عَلَوْا عَلَى رُسُلِهِمْ , وَعَصَوْا رَبَّهُمْ؛ ذَلِكَ عُلُوُّهُمْ» وَقَرَأَ: {تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ} [القصص: 83] الْآيَةَ
§الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {فَقَالُوا أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنَا وَقَوْمُهُمَا لَنَا عَابِدُونَ فَكَذَّبُوهُمَا فَكَانُوا مِنَ الْمُهْلَكِينَ} [المؤمنون: 48] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: فَقَالَ فِرْعَوْنُ وَمَلُؤُهُ: {أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنَا} [المؤمنون: 47] فَنَتَّبِعُهُمَا {وَقَوْمُهُمَا} [المؤمنون: 47] مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ {لَنَا عَابِدُونَ} [المؤمنون: 47] يَعْنُونَ أَنَّهُمْ لَهُمْ مُطِيعُونَ مُتَذَلِّلُونَ، يَأْتَمِرُونَ لَأَمْرِهِمْ , وَيَدِينُونَ لَهُمْ وَالْعَرَبُ تُسَمِّي كُلَّ مَنْ دَانَ لِمَلِكٍ عَابِدًا لَهُ، وَمِنْ ذَلِكَ قِيلَ لِأَهْلِ الْحِيرَةِ: الْعِبَادُ، لِأَنَّهُمْ كَانُوا أَهْلَ طَاعَةٍ لِمُلُوكِ الْعَجَمِ وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ حَدَّثَنِي يُونُسُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ زَيْدٍ: " §قَالَ فِرْعَوْنُ -[52]-: {أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنَا} [المؤمنون: 47] . الْآيَةَ، نَذْهَبُ نَرْفَعُهُمْ فَوْقَنَا، وَنَكُونُ تَحْتَهُمْ، وَنَحْنُ الْيَوْمَ فَوْقَهُمْ وَهُمْ تَحْتَنَا، كَيْفَ نَصْنَعُ ذَلِكَ؟ وَذَلِكَ حِينَ أَتَوْهُمْ بِالرِّسَالَةِ " وَقَرَأَ: {وَتَكُونُ لَكُمَا الْكِبْرِيَاءُ فِي الْأَرْضِ} [يونس: 78] قَالَ: «الْعُلُوُّ فِي الْأَرْضِ»

الصفحة 51